أعاد «المنتدى السعودي للمباني الخضراء 2010» الذي اختتم أعماله بالرياض هذا الأسبوع للواجهة من جديد دعوات سعودية سابقة بالخروج من عصر المباني التقليدية إلى «المباني الخضراء» باستخدام تصاميم عمرانية صديقة للبيئة، من حيث الإضاءة والتهوية واستقطاب الطاقة المستجدة وتكرير المياه وترشيدها، بعدما اكتسبت المباني الخضراء، زخما كبيرا في الدول الصناعية، إذ إنها تأخذ في الاعتبار في تصميمها حماية البيئة من التلوث الناتج عن الصناعات، واستخدام مواد أعيد تدويرها، والاعتماد على الموارد الطبيعية، كضوء الشمس والرياح ومياه الأمطار. وحول رؤيته لإمكانية انتقال السعوديين من المسكن الأسمنتي التقليدي إلى المسكن الأخضر، طالب المهندس الاستشاري ورجل الأعمال زكي فارسي بسرعة تطبيق فكرة المباني الخضراء في المنازل والمجمعات التجارية بجميع المدن السعودية كونها مباني اقتصادية، وأطول عمرا، وأقل تكلفة للشباب بجانب أنها صديقة للبيئة، حيث اتجه العالم المعاصر إلى السيارات الخضراء والوقود الأخضر وحاليا المبنى الأخضر، وقال: «مع تزايد الاهتمام الحكومي بفكرة المباني الخضراء، فالأمور تحتاج إلى بعض الوقت فقط قبل أن تصبح المبادئ الخضراء إلزامية لكل من يبني مسكنا جديدا»، مشيرا إلى أن السعودية ودولا أخرى في منطقة الخليج، أدركت أهمية الدخول في عالم البناء الأخضر لمواجهة الظروف المناخية والملوثات الناجمة عن صناعة النفط ومشتقاته. وعن تخوف بعض الشركات العقارية من خوض التجربة تحسبا لارتفاع التكلفة، وانتشار ثقافة المباني التقليدية، أوضح فارسي أن تطبيق فكرة المباني الخضراء عملية واقتصادية ومربحة في الوقت نفسه: «ويجب ألا يعتقد البعض أن الفكرة ضد مصالحهم، فالجدوى الاقتصادية للمبنى الأخضر أعلى للمطورين العقاريين مقارنة بالمباني التقليدية للمشروع» مؤكدا أهمية تطبيقها في ظل دراسات علمية حول نضوب موارد الأرض والحاجة الملحة لتوفير الطاقة والمياه، بعد التوسع العمراني حول العالم. ولفت فارسي إلى نجاح تجربته النموذجية في تطبيق أنظمة المباني الخضراء في المشاريع والأبراج السكنية بجدة ووصفها بأنها عملية اقتصادية مربحة له، مشيرا إلى أن حكاية المباني الخضراء ليست جديدة في العالم، حيث إن معظم المدن الأمريكية مثل بوسطن، وسياتل، ونيويورك، وشيكاغو أضحت مجبرة على الحصول على موافقة مسبقة قبل بناء أي مبان متعددة الأدوار، وذلك عبر مواصفات تمس أكثر من 70 عنصر ومادة بناء، وتبدأ من أنظمة التخلص من النفايات أو تخفيضها، إلى عمر المبنى وجودة المواد، إلى نوع الزجاج العازل ومواد العزل، والتأكد من فتحات التهوية والتوصيلات وتقديم منتجات إضاءة لا ترفع درجة الحرارة داخل غرف المنزل، كما تقلل من الضغط على الخدمات العامة للأحياء. وكان المنتدى الدولي ألقى الضوء على فرص الاستثمار والعمل في صناعة الأبنية الخضراء، باعتبارها أحد الحلول البيئية للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وقالت دراسات علمية خلال المنتدى إن المباني الخضراء توفر نحو 30 % من الطاقة الكهربائية نتيجة انخفاض فترات تشغيل المكيفات في ظل التهوية الجيدة، وما بين 35 و50 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بجانب تخفيض نسبة استهلاك المياه، وما يقارب 90 % من النفايات بجانب العناصر الجمالية للمبنى .