حقق المرشح الرئاسي إيفو موراليس في انتخابات بوليفيا عام 2005 فوزا تاريخيا عندما حصل على أكثر من 50% من الأصوات للمرة الأولى في تاريخ البلاد. كما أنه أصبح أول رئيس من السكان الأصليين «الهنود الحمر» في دول أمريكا الجنوبية. وخلف موراليس الرئيس المؤقت إدواردو رودريجيز الذي تولى السلطة بعد أن استقال سلفه كارلوس ميسا وسط مظاهرات طالبت بتأميم صناعة الغاز في بوليفيا. وفي يوليو 2009، فاز «المواطن البوليفي الأصلي» بولاية ثانية. وتميزت الفترتان ببعض المفارقات الطريفة والمواقف الغريبة مثل إضراب الرئيس عن الطعام وتخفيض رواتب الوزراء وكأنه يكره المال والأكل. توجه مئات المراقبين الدوليين إلى بوليفيا للإشراف على انتخابات عام 2009 لضمان نزاهتها، غير أن أستاذ العلوم السياسية البوليفي إدواردو جامارا قال: «موراليس سيحقق فوزا سهلا.. وهو لا يحتاج إلى تزوير الانتخابات لأنه يحظى بشعبية كبيرة». وبالفعل فاز موراليس بولاية رئاسية جديدة تمتد حتى عام 2015. ويتميز موراليس ببعض المفارقات الطريفة والمواقف الغريبة التي حدثت طوال فترة حكمه وأثارت الانتباه. فقد دخل في إضراب عن الطعام في إبريل 2009 بسبب خلافات داخلية بشأن قانون جديد لتنظيم الانتخابات.. وذلك للضغط على معارضيه السياسيين حتى يقبلوا القانون الذي يمنح الفقراء من السكان الأصليين في البلاد الذين ينتمي إليهم موراليس، حقوقا سياسية أوسع. وكان موراليس صرح بأنه جرب من قبل الإضراب عن الطعام لمدة 18 يوما أثناء نشاطه النقابي. واستمر الإضراب لأربعة أيام، وخضع الرئيس لفحص طبي ثلاث مرات يوميا. وشارك 14 من زعماء النقابات موراليس في تحركه هذا في القصر الرئاسي. «لقد فقدوا جميعا بعض الوزن، لكنهم كانوا يحصلون على السوائل»، حسب تأكيدات وزير الصحة راميرو تابيا. وتعهد موراليس بتغيير وضع بوليفيا بصفتها واحدة من أفقر دول أمريكا الجنوبية. وأعلن أنه قرر خفض راتبه ورواتب كافة وزراء حكومته بنسبة 50 % حتى يمكن تعيين أعداد إضافية من الموظفين في قطاعي التعليم والصحة. وكشف أن راتبه البالغ نحو 3.600 دولار شهريا سيخفض إلى 1.800 دولار «6750 ريالا». غير أن المفاجأة حدثت عندما قرر الرئيس أن يحرم رؤساء الدولة السابقين من راتب التقاعد الذي كانوا يتلقونه مدى الحياة، مؤكدا أنه سيتنازل أيضا عن هذا الامتياز لتوفير مزيد من المبالغ النقدية للدولة. وأعلن بالقصر الحكومي في لاباز أن «من غير الواجب أن يحصل أي رئيس أو نائب رئيس سابق على راتب دائم بعد قيامه بارتكاب جرائم قتل وسرقة وانتهاك لحقوق الإنسان». وأوضح أن الاستمرار في منح الرواتب مدى الحياة أمر يمكن دراسته في حالة ما إذا كان الرؤساء يعانون من الفقر، «لكن هذا الأمر غير صحيح لأن غالبية الرؤساء السابقين من المليونيرات». وخلال افتتاح أول مؤتمر عالمي للشعوب حول التغير المناخي وحقوق الأرض بمدينة تيكيبايا وسط بوليفيا، فاجأ موراليس كافة الحضور عندما شن هجوما حادا ضد الغذاء المعدل وراثيا وأنه «هو المسؤول عن ميول الرجال إلى المثلية خاصة الدجاج والبطاطا، وأنه السبب أيضا في الإصابة بالصلع في أوروبا». وتناول مخاطر هذه الأشياء على صحة الإنسان؛ ما جعله يبدو أقرب إلى الطبيب منه إلى رئيس يشارك في مؤتمر حول البيئة .