ناقشت ثلاث أكاديميات سعوديات في الندوة العلمية الأولى لكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، التي أقيمت خلال الفترة السابقة تحت عنوان «منهج الاعتدال السعودي الأسس والمنطلقات»، رحلة وفد من العلماء للفاتيكان قبل أربعة عقود، والأبعاد الاجتماعية لمنهج الاعتدال السعودي، إضافة إلى الثوابت الدينية ودورها في تأصيل منهج الاعتدال السعودي. وأوضحت الدكتورة غادة المسند في بحثها المعنون ب«الاعتدال في زيارة الفاتيكان: رحلة وفد العلماء وتأصيل الملك فيصل لمنهج الاعتدال السعودي قبل أربعة عقود»، أن الرحلة التي كانت بأمر الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله حين انتقى صفوة من علماء المملكة قبل نحو أربعة عقود من الزمن لحمل رسالة الإسلام الحقة وشريعته الغراء ومبادئه السمحة والعدالة والوسطية والاعتدال في قواعده إلى العالم الغربي الأوروبي أمام الأديان الأخرى، من أكبر الموروثات في التاريخ السعودي، والدلائل المسجلة دوليا التي تؤكد وتدعم منهج الاعتدال السعودي. وعرضت الوقفات المهمة والتصرفات والتلميحات التي نهجها الملك فيصل كقائد سعودي محنك، وكذلك ما قام به أعضاء الوفد من كلمات وندوات ومحاضرات وتصرفات مع علماء الدين المسيحي، وفي دخولهم الفاتيكان واعتزازهم بدينهم، وما في كل ذلك من دلائل على انتهاجهم للاعتدال بما لا يدع مجالا للشك في أن رحلتهم تأصيل لمنهج الاعتدال السعودي. كما تتبعت المسند في بحثها أيضا منهج الاعتدال السعودي في الرحلات المماثلة وتأصيله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحوار الحضارات والأديان وكذلك الحوار الوطني. ومن جهة أخرى، أشارت الدكتورة فتحية القرشي من كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز في بحثها «الأبعاد الاجتماعية لمنهج الاعتدال السعودي: تكامل القيم والنظم والعمليات الاجتماعية لتعزيز المنهج»، إلى أن المجتمع يتضمن منظومة من القيم والأحكام الثقافية التي يشكل الدين المصدر الرئيس لها. وبينت أن الحياة الاجتماعية تنتظم من خلال انتظام أفعال الأفراد والجماعات في إطار من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل وخارج المجتمع. وأكدت القرشي أن هناك نظما أساسية مثل النظام السياسي والاقتصادي والأسري يتفرع عن كل منها عدد من النظم المرتبطة بأهداف النظام المبنية في المقام الأول على تلبية حاجات الأفراد، لافتة إلى أن العمليات الاجتماعية تساهم في إيجاد قدر من التساند بين النظم في ظل القيم وفي ضوء الحاجات، ذاكرة أن من أهم هذه العمليات: التنشئة الاجتماعية، والتعاون والتكافل، والتدرج الاجتماعي، والضبط الاجتماعي، وكذلك التنافس والصراع. إلى ذلك، ناقشت الدكتورة سلوى المحمادي من جامعة أم القرى في بحثها «الثوابت الدينية ودورها في تأصيل منهج الاعتدال السعودي»، ثلاثة مباحث: الأول حول تطبيق الشريعة وإقامة الحدود، والثاني عن الأخذ بمبدأ الشورى، والثالث عن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث استشهدت بمجموعة من أقوال حكام المملكة تؤكد تمسكهم بالشريعة الإسلامية، وإعلانهم لذلك في جميع المحافل، مدللة بموقف للملك المؤسس ومدى حرصه على تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية.