تحتفي منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بالعام ال50 على تأسيسها اليوم، دون مراسم احتفالية كبرى، وستكتفي بمؤتمر صحفي متواضع في مقر المنظمة بفينيا، حيث لا يبدو هناك انزعاج ملحوظ من مستوى الأسعار بين المنتجين والمستهلكين، وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة أمس أن سعر سلة خامات المنظمة ارتفع بصورة طفيفة مقتربا من 75 دولارا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي، واستقر سعر سلة أوبك عند 74.66 دولار للبرميل «159 لترا» الجمعة الماضية، مرتفعا بمقدار 18 سنتا عن أسعار الخميس الماضي. ويتوقع خبراء أن الاجتماع المقبل لمنظمة «أوبك» في فيينا الشهر المقبل لن يشهد تغيرا في سياستها فيما يتعلق بزيادة أو تخفيض الإنتاج لأن مؤشرات السوق لا تقدم حافزا لأوبك من أجل التغيير كون أسعار النفط الخام لا تزال تتحرك منذ منتصف العام الماضي وحتى شهر أغسطس الماضي ضمن نطاق 65 و85 دولارا للبرميل وهو ما لا يستدعي تغييرا في سياسة المنظمة». ولم تتعد أسعار النفط هذه الحدود إلا لفترات محدودة ما يعكس الأوضاع الاقتصادية السائدة في أوروبا وأمريكا من جراء عدم حدوث تحسن ملحوظ في مؤشراتهما الاقتصادية وتبدو أسعار النفط الحالية «مقبولة» في ظل الأوضاع الاقتصادية السائدة في العالم، كما أن أسعار النفط الخام «متوازنة حاليا» مع إنتاج النفط البالغ نحو 86 مليون برميل يوميا أي أنها تعادل الطلب على النفط ما يعني عدم وجود فائض مقلق في الأسواق، وأن المحافظة على مستويات الإنتاج الحالية تناسب الأوضاع الحالية. ويرى الخبير النفطي الكويتى محمد الشطي أن «أوبك» حققت نجاحا منذ اجتماع الجزائر من خلال سحب ما مقداره 4.2 مليون برميل يوميا من السوق النفطي من مستوى الإنتاج في سبتمبر 2008 ليصل إنتاج الدول الأعضاء ال11 عدا العراق إلى 24.845 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن تحسن الأسعار كان داعما للسعر المستهدف من قبل المنظمة البالغ متوسطه 75 دولارا للبرميل الذي عبرت عنه السعودية ولقي قبولا في السوق النفطية. ويرى خبير شؤون الطاقة أندرياس جولدثاو أن «أوبك» التي تضم في عضويتها 12 دولة لا تزال مهمة وقوية، وتضخ ثلث النفط العالمي وتسيطر على 80 % من الاحتياطيات، غير أن بعض الخبراء يقولون إن تلك المنظمة التي أسستها كل من إيران والعراق والكويت والسعودية وفنزويلا عام 1960، تشهد انخفاضا على منتجها بسبب الاتجاه نحو الطرق البديلة لتزويد المركبات بالوقود والسياسات الرامية إلى الحد من تغير المناخ عن طريق وسائل تكنولوجية جديدة وضرائب. تلك التطورات إلى جانب جهود أمريكا الرامية إلى أن تصبح أقل اعتمادا على النفط الأجنبي، لا تبشر بالخير على المدى البعيد، بحسب رؤية فاضل الجلبي، الذي عمل أمينا عاما ل«أوبك» خلال ثمانينيات القرن الماضي لكن ثمة تساؤل يطرح نفسه حول إذا ما كانت الدول الخمس المؤسسة ل«أوبك»، إضافة إلى الجزائر وأنجولا والإكوادور وليبيا ونيجيريا وقطر والإمارات يمكن أن تقبل السعر الحالي الذي تراه سعرا عادلا؟