كشفت الضجة التي أحدثتها مسلسلات حليمة الغطاء عن كثير من برامج القنوات الفضائية التي تتجاوز المناطق المحظورة في الشهر الفضيل دون حسيب أو رقيب، وفتحت ملفات هذه البرامج التي يتعمد القائمون عليها الترويج لمضامين جعلتها غير صالحة للعرض إطلاقا في الشهر الفضيل أو في جميع أيام السنة على حد سواء، وعلى الرغم من أن صناع البرامج الرمضانية يدركون أنه ليس من اللائق أن يكون شهر رمضان شهرا للإثارة اللفظية والحركية والخروج عن المألوف، إلا أن البعض تجاوز الخطوط الحمراء وما زال يصر على تقديم كل ما يخالف القيم تحت إطار الترفيه والحرية الإعلامية، وهنا «شمس» تستعرض عددا من البرامج المفخخة التي تحتاج إلى قرار حازم وتدخل عالي المستوى من أجل وضع حد لها.. من يوقف الدغيدي؟ لا تزال إيناس الدغيدي تسرح وتمرح في الفضاء دون أن تجد قرارا صارما يحد من اندفاعها، فلم يكن المشاهد المتابع لبرنامج «اثنين في اثنين» في حاجة إلى جدلها مع الفنانة آثار الحكيم عن حياتها الشخصية والتطرق إلى مواضيع أقل ما توصف به أنها خادشة للذوق العام، دون أن يخرج المشاهد بفائدة من متابعة ذلك البرنامج سوى أن آثار تتهم الدغيدي بأنها تقدم سينما تجارية وضد الأخلاق وتفسد الشباب لتدافع الدغيدي عن نفسها وعن السينما التي تصنعها قائلة إنه يجب على الآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم ولا يعلقوا شماعة أخطائهم على أفلامي، وتتمادى في الخروج عن الأدب لتسيء لزميلتها وتؤكد أنها ليست على خلق وتدعي الفضيلة وتتاجر بالدين، لينتقلا بالحديث إلى مواضيع خاصة ودون المستوى. تلك الحلقة لم تمر مرور الكرام؛ حيث أكدت آثار الحكيم أنها سوف ترفع دعوى قضائية بعد رمضان ضد الدغيدي تتهمها بالسب والقذف. الدغيدي لم يقتصر ظهورها المبتذل لهذا العام في برنامج اثنين في اثنين فقط، بل أنها تعود لتقدم الجزء الثاني من برنامجها «الجريئة» بعد أن أضافت إليه اسم المشاغبين ليكون اسم البرنامج «الجريئة والمشاغبين»، ويبدو أن اسم البرنامج يكفي ليكون تعريفا بفكرته لاسيما أن مقدمته مشهود لها بالسير عكس الاتجاه وعدم مواكبة التيار، حيث واصلت السير على الخط الذي انتهجته في الجزء الأول، وترفض أن تمر حلقة دون أن تكون مليئة بالابتذال والتلميحات المباشرة الخادشة للذوق العام، ويبدو أن المشاهد ونتيجة لقوة وغرابة الأسئلة التي تطرحها والاتهامات العجيبة التي توجهها لضيوفها بات يعرف أن إيناس كانت طوال العام منشغلة بالبحث عن قضايا مثيرة أو بالأحرى تتصيد لأخطاء المشاهير وتدوين الشائعات والجدل الذي يلاحقهم. طوني بلا لباقة بينما بحث المذيع طوني خليفة عن ذات في برنامج «بلسان معارضيه» ووصل إلى مراده وما يبحث عنه كعادته لاسيما وهو يعتبر من الإعلاميين المشهود لهم بتقديم برامج مثيرة في اللفظ والحركة، ومن خلال برنامجه تجاوز حدود اللياقة واللباقة مع عدد من ضيوفه لعل أبرزهم نيللي كريم التي على غير العادة كانت صريحة، ويبدو أنها كانت ملقنة بالإجابات مسبقا لترفع من وتيرة البرنامج، وفي نفس البرنامج انتقدت الفنانة داليا البحيري مقدم البرنامج طوني خليفة وطلبت منه أن يسألها أسئلة خاصة قوية. السؤال الذي يطرح نفسه هل من اللائق أن تعرض حلقة تتناول فيها فنانة كداليا البحيري الحديث عن حياتها الخاصة في شهر رمضان؟! «دون رقابة» البرنامج المثير «دون رقابة» من تقديم وفاء الكيلاني والذي كان يعرض قبل رمضان وحقق نجاحات ووجد أصداء عالية، وقد استضافت وفاء الكيلاني عددا من المشاهير من بينهم سمية الخشاب وغادة عبدالرازق وفيفي عبده، ورغم أن البرنامج كان يعرض قبل رمضان على قناة lbc وتفاعل الكثير مع حلقاته إلا أن قناة القاهرة والناس عرضت هذا البرنامج الذي لا يتلاءم مع ما يقدمه للعائلة كون أغلب حلقاته إن لم يكن جميعها لا تتناسب مع روحانية الشهر. ليست هذه البرامج هي التي تشهد تدنيا في مستوى الحوار أو الظهور بل هناك برامج كثيرة بحاجة إلى وقفة جادة وقرار حازم يلزم ملاك الفضائيات بمراعاة الجوانب الروحانية في الشهر الفضيل وتقديم محتوى مناسب لكافة أفراد العائلة، بدلا من الاعتماد على السيناريوهات المرتبة وفبركة الخلافات تحت ذريعة الإثارة والبحث عن معلن .