أجبر شهر رمضان كثيرا من العزاب المغتربين والبعيدين عن أسرهم على تعلم فنون الطبخ، خاصة ممن تجبرهم أعمالهم على عدم اللحاق بالأسواق وشراء الأطعمة الجاهزة أو الراغبين في الاعتماد على أنفسهم في هذا الشهر، كنوع من التجديد أو التوفير، حيث إن شراء الأطعمة من المطاعم يرهق ميزانياتهم. وذكر عدد من الموظفين العزاب ل«شمس» أن الضرورات تتحكم أحيانا في اتجاهات الإنسان وتعامله مع الظروف المحيطة، مشيرين إلى أن شهر رمضان له خصوصيته في كل شيء في صلواته وقيامه ودوام العمل وحتى طعامه، لذلك فهم يحاولون أن يعيشوا هذه الخصوصية بكل تفاصيلها وخوض تجارب جديدة حتى لو كانت في المطبخ. وأشار نواف الشمري، من أهالي عرعر ويعمل في حفر الباطن، إلى أن هذا أول شهر يصومه بعيدا عن أهله وأن أكثر ما يضايقه هو عدم توفر العمال الذين يجيدون صنع بعض الأطعمة الرمضانية مثل الشوربة والسمبوسة «أحد زملائي في السكن يجيد عمل هذه الأطعمة؛ لذا فإننا نعتمد عليه كثيرا في إعدادها إلا أن المشكلة التي تواجهنا هي عند غيابه، لذلك فقد قررت مرافقته في المطبخ لتعلم أسرار الطبخات وطرق عملها». أما حمد البقعاوي، موظف من بقعاء، فذكر أن حياة العزوبية الطويلة التي عاشها أجبرته على تعلم فنون الطبخ وخاصة الأطعمة؛ لذا فإن أصدقاءه يستعينون به كثيرا في إعداد وجبة الإفطار. وأضاف أحمد المجحدي، من أهالي حائل، أنه وجد نفسه مضطرا لدخول المطبخ وخوض تجارب جديدة مع الطعام «أعمل في عرعر منذ نحو سبعة أعوام وفي أول عام تعلمت الطبخ من زملائي في السكن وأصبحنا نعد فطورنا بأنفسنا بدلا من طبخ العمال أو الانتظار لما بعد صلاة المغرب عند المطاعم والبوفيهات». أما عبدالسلام الفديد، من أهالي رفحاء، فاعترف بضعفه الشديد في كل ما يخص الطبخ «لا أجيد سوى إعداد القهوة والشاي، لكني أساعد زملائي في السكن في أمور لا تحتاج إلى مهارة كثيرة كتقطيع اللحوم والخضراوات، وهي ربما تقودني في يوم ما إلى تعلم الطبخ».