غلف باحث اجتماعي خلال مشاركته في ندوة حول «التفحيط» بنادي تاروت الصيفي، انتقاده لهذه الظاهرة الخطيرة بين الشباب السعودي بالدعوة إلى إيجاد إطار رسمي للتفحيط، لتتم ممارسته في أندية نظامية، ووفق لوائح واشتراطات واضحة وتحت إشراف لجان رقابية مختصة في مكان خاص معد لهذا الغرض، على أن يتم تدريب وتأهيل هواة التفحيط بشكل أكاديمي معتبرا أن مقترحه سيقضي تدريجيا على التفحيط العشوائي. وأشار الاختصاصي جعفر العيد في سياق حديثه عن علاج التفحيط إلى رؤية علمية ترى أن للشباب طاقات كامنة ويجب تفريغها، وإن لم يتوافر الوعاء الرسمي لممارسة الهواية وإن كانت عنيفة ستتحول إلى فوضى وينجم عنها أخطار عديدة في إشارة ضمنية إلى مقتل نحو 39 ألف شخص في حوادث السيارات في المملكة خلال الأعوام العشرة الأخيرة حسب تقرير رسمي صدر أخيرا عن اللجنة الوطنية لسلامة المرور. وحمل العيد «فوضوية التفحيط » إلى عدة جهات، إضافة إلى تهاون بعض الأسر في تربية أبنائها دينيا وتربويا، وعدم وجود عقوبات رادعة بحق المفحطين، وقال إنه اكتشف خلال نقاشاته وأحاديثه مع بعض الشباب المتابعين والممارسين لهذه العادة أن 80 % ممن يمارسون الظاهرة يتعاطون مواد مخدرة، مشيرا إلى أن دراسة علمية أجريت قبل 12 عاما على عينة من المفحطين وأظهرت أن أغلبهم لا يؤدون الفرائض الدينية. وقال إن التفحيط للأسف يمارسه شباب لا يبالون بعواقب الأمور ويهددون حياتهم وحياة الآخرين خاصة إذا كان في أوقات الذروة ومناطق مكتظة بالسيارات مثل وقت خروج تلاميذ المدارس معربا عن أمله في قضاء نظام «ساهر» على الظاهرة. وشدد في ختام حديثه على ضرورة إيجاد أجواء ترفيهية ملائمة للطلاب والشباب لإبعادهم عن هذه الممارسات، خاصة أن كثيرا من الطلاب يقومون بهذه الاستعراضات بعد الخروج من مدارسهم أمام أسوار المدرسة وأمام عدد كبير من زملائهم الطلاب الذين يتحلقون حول المكان لمشاهدة الاستعراض الخطير، ولا يتم ردع الطلاب المشاركين في الاستعراض ولا المتابعين: «الصداقة بين المفحطين من أهم أسباب استمرار ظاهرة التفحيط، إضافة إلى دفع البعض أموالا للمفحطين لممارستها، كما يحدث في حفلات الزواج التي يرافقها استعراض بالسيارات». يشار إلى أن فرق دوريات الأمن في حالة استنفار لمراقبة الوضع في الشوارع للحد من وقوع تجاوزات أمنية من السائقين، ويتم القبض على من يمارس مخالفات مرورية بالطرق النظامية دون هوادة .