في مهرجان أعده المجلس الثقافي بجنوب لبنان خصيصا لتكريمها، أطربت الفنانة اللبنانية أميمة الخليل المئات الذين تقاطروا للاستماع إلى شدوها الساحر وأغنياتها الوطنية والعاطفية، فانتهزت «شمس» فرصة حضور أميمة إلى «النبطية»، القرية التي عقد فيها المهرجان، لمحاورتها عن حياتها وفنها وعلاقتها الشهيرة بالفنان المعروف مارسيل خليفة. بيروت. نغم جوني تبدأ أميمة الحديث عن تجربتها انطلاقا من بيت والدها في الفاكهة «بعلبك»: «كنت طفلة صغيرة حين استمعت إلى عزف والدي على العود والكمان والبزق في سهرات العائلة والأصدقاء في بيتنا في الفاكهة، مترافقا مع صوت أمي الشجي الطروب والحزين، وكنت كلما كبرت سنة انتعشت ذاكرتي الموسيقية والغنائية التي حرص والدي على تمريرها إلى مسمعي مع الرياضيات واللغة العربية والفرنسية وباقي مواد الدراسة الأكاديمية». وتستحضر أميمة لقاءها الأول بمارسيل: «غنيت أمامه في الثامنة من عمري رائعة فيروز «ليالي الشمال الحزينة» و«ليالي الأنس في فيينّا»، ولم أكن أتوقع أن أستاذ العود الذي زرناه في عمشيت سنة 1974 سوف يزورنا في بيتنا مع أصدقاء ليسمعهم صوتي؛ ولم أتوقع كذلك أن أصبح بعدها مغنية منفردة في مجموعته، وأن تصاحب صوتي نخبة من موسيقيي لبنان والعالم من منفردين وأوركسترا سيمفونية». ولا ينفصل الوعي الفني عن الذاتي لدى أميمة التي ترى أن أغانيها تعبر عن نبض إنسان عربي يفتش عن إجابات لأسئلة عدة ترتبط بكينونته ووجوده: «كنت مع مارسيل أجول العالم معلنة عن موقف واضح على مستوى الحياة والإنسان، هو موقف نابع من تاريخ وحاضر وجودنا». ولم تنفصل أغنية أميمة عن المد الثقافي المقاوم الذي استنكر مأساة الجنوب اللبناني: «تعلمت من مارسيل أن الفن لا يمكن أن يكون محايدا، بل هو فعل احتجاج في أي صراع أو حرب يخوضها الإنسان ضد الظلم والأسر والاحتلال». منذ صغرها التزمت أميمة بالجدية: «وهذه الصفة سهلت على مارسيل العمل معي كمراهقة، فهو جدي كثيرا، ولا يعمل بطريقة اعتباطية، وهذه الصرامة لم تجعلني أتعذب كثيرا في تلك المرحلة الحساسة من عمري كفتاة، ولم أشعر بأن الفن أخذ مني هذه المرحلة، أو أنه أحرق صباي». تحن أميمة إلى أيام المهرجانات التي كانت تشعل لبنان والعالم العربي لكنها تؤمن بأن الزمن تغير: «أنا حزينة في أعماق نفسي. وهو أمر يؤلمني، لكن لا شيء يبقى على حاله. فمارسيل، يكبر بأفكاره وانتشاره وهمومه، وأنا تغيرت كذلك، صارت عندي عائلة والتزامات في مكان آخر، تزوجت موسيقيا أنفذ معه أفكارا تراودني لنصوص أحبها وأحب أن ألحنها، قد لا يهتم بها مارسيل». وتدرك أميمة أن الجمهور العربي يتفاعل معها أكثر من اللبناني: «حتى الفن في لبنان مقسم بحسب الطوائف، فلكل حزب مغنون وجمهوره فقط من الحزب، وهذا مأزق لبنان. فجميعنا عرضة للتصنيف المسبق!. هذا الأمر لا تعيشه أو تراه في الخارج، حيث يرونني كلبنانية، أي فنانة محترمة من لبنان. من يعرفني يتذكر فلسطين ولبنان والمقاومة والاحتلال». نفذت أميمة مع زوجها الملحن هاني سبليني أغنية «مرات مدري كيف» من كلمات الشاعر محمد العبدلله، وهي تعد عملا جديدا يتألف من 12 أغنية، من تلحين زوجها وعبود السعدي، سيصدر خلال الأشهر المقبلة .