باتت الخمسة آلاف ريال التي يتقاضاها بعض الموظفين الشبان لا تفي بالغرض، في وقت يصرف متزوجون على أسرهم نصف الراتب؛ الأمر الذي يولد التساؤل: إذا كان الشباب أكثر استهلاكا للحاجات الضرورية أم أن الأمر مجرد بذخ شباب، ينتهي في منتصف الشهر بجملة «جيبي فاضٍ»؟. بضاعة تافهة إلا أن فهد القرني، 30 عاما، يتحسر كثيرا على صرف أمواله في أشياء تافهة: «اعتدت على دخول الأسواق كثيرا، ومن الصعب الخروج منها، دون أن أحمل أغراضا، وعند وصولي للبيت أكتشف أنني اشتريت أشياء تافهة من غير تفكير، ويبدو أنني اعتدت على عملية الشراء، وهذا ما يجعلني أندم كثيرا على ضياع أموالي في أشياء لا تستحق». زينة سيارات محمد صمدو، 22 عاما، اعترف بأنه يصرف على تزيين السيارة ما يزيد على ألفي ريال شهريا: «هوايتي منذ الصغر تزيين السيارات، وكنت أرتاد كثيرا محال تزيين السيارات، وبعد أن اشتريت سيارتي الشخصية بدأت في تزيينها، بحيث تكون في كل شهر مختلفة تماما عن شكلها في الشهر الماضي، وهذه العملية تكلفني الكثير من المال، ما يجعلني في بعض الأحيان أستدين لأتمم باقي التزيين». تسويق ذكي موظف القطاع الخاص مشعل الغامدي، 26 عاما، يعد السبب الرئيس في استنزاف الأموال الشركات التجارية التي تحرص على ترويج منتجاتها بشكل لافت ومحبب إلى النفس، ما يجعل الجميع لا يقاومون شراء هذه السلع الجديدة: «أحيانا أضطر إلى منع نفسي من التسوق، حتى لا أغتر بالمنتجات الحديثة، البعض منا يريد أن يكون كأقرانه من الشباب، فتجده يشتري ما يشتريه أقرانه، كما أن حب التميز يجعل الشاب يشتري أفضل السلع بأغلى الأثمان من غير أي حساب». مكافأة لا تكفي ويشير الطالب الجامعي أحمد الموصلي إلى أن المصاريف الشهرية باتت أكثر من الرواتب أو المكافآت الجامعية: «ما أحصل عليه من الجامعة لا يفي بجميع حاجاتي الأساسية، فضلا عن باقي الحاجات الثانوية، ومكافأتي الجامعية تنتهي في يوم 15 من الشهر، ما يضطرني إلى الاستدانة من والدي لسد حاجاته الشخصية». اقتناء الرغبات ويعتبر الموظف الحكومي خالد المحيميد، 24 عاما، أن من يحرم نفسه اليوم من شيء يشتهيه فلن يجد غدا ما يرضي به نفسه: «من غير المعقول أن تفكر في الغد، وأنت لا تضمن أن تعيش دقيقة واحدة، ومن يملك في جيبه مالا ولا يشتري لنفسه ما يشتهيه، فهذا شخص بخيل، ولن يستفيد من بخله ذلك سوى الحسرة والندامة».