أي منا معرض لأن يكون على وشك أن يفقد شخصا مهما في حياته.. ربما لا يكون هذا الشخص مهما جدا قبل أن تشعر بأنك على وشك أن تفقده! ولكن مصيرك الآن أصبح متعلقا بمصيره! ودائما ما تفقد قدرتك في هذه اللحظة على توقع ما قد يحصل في الدقائق القليلة المقبلة! تقف بلا أي حيلة ولا يسعك إلا أن تتذكر كل ثانية أمضيتها مع هذا الشخص.. قريبا كان أم صديقا.. أبا كان أو أما! عليك أن تتأكد أن ذاكرتك حينها لن تستجمع أي معروف أو جميل أسديته إلى هذا الشخص الذي طالما ظننت أنه راض عنك تماما! فلن تستطيع أن تتذكر إلا ما أسداه هو إليك. وقد يتوقف بك الزمن حين تتذكر لحظة غضب أو كلمة تأفف صدرت منك بسبب موضوع تافه للغاية، لكنه حينها كان قضية حياتك! لا تؤنب ضميرك حينها لأنك الآن تعيش لحظة انقلبت فيها كل موازين حياتك، فما كنت تعتبره مهمشا يظهر الآن ليملأ حجمه الطبيعي، وما كنت تسعى إليه جاهدا لم يعد يستحق العناء مقابل أن يستيقظ هذا الشخص ويعود إلى حياتك من جديد! لم تكن قريبا من الله قط قدر هذه اللحظات وأنت تدعوه بأن يتجاوز هذه المحنة وأنت تتمنى أن يعود إليك ولو حتى لدقيقة كي تبرر له كل خطأ ارتكبته في حقه، وأنك على استعداد لفعل أي شيء يرضيه إن لم يقبل أعذارك الواهية! هي لحظة قاسية ولكنها ليست سوى أمر إلهي مرسل لك خصيصا ليوقظك مما أنت فيه لترى الأمور بموازينها الصحيحة وتراجع حساباتك فيها بكل جدية! ولكن ماذا لو خسرت حينها ذلك الشخص فعلا؟! أنصحك حينها بأن تفيق فورا من هذا الكابوس لتصلح حالا ما ارتكبته في حقه من حماقة قبل أن تقع في موقف كهذا!!