قالت تقارير صحافية نشرت اليوم الاحد ان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عرض على نظيره المصري حسني مبارك خطة سياسية بشأن تحقيق السلام في الشرق الاوسط خلال لقائهما في القاهرة. ولم تتضح فحوى الخطة، إلا أن مصادر اسرائيلية قالت ان عناصرها تدور ضمن خطة بيريز - باراك التي تقترح دولة فلسطينية مؤقتة على نصف الأراضي المحتلة عام 1967 مع ضمانات أميركية للجانبين، على أن تنتهي المفاوضات خلال مدة أقصاها سنتين. وفي القاهرة، أكد الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأحد أن المرحلة الحالية لعملية السلام في الشرق الأوسط "لا تتحمل حلولا مرحلية وإنما تتطلب تسوية نهائية وعادلة في إطار زمني محدد". وأكد مبارك في مؤتمر صحافي مشترك مع بيريزعلى ضرورة "وقف الاستيطان واسئتناف المفاوضات بشأن قضايا الوضع النهائي من حيث توقفت". وأضاف مبارك :"أكدت لبيريز تطلع مصر لتجاوب إسرائيل مع استحقاقات السلام ومرجعياته بأفق سياسي يلتزم بمبادئها وأسسها بوقف الإستيطان بالأراضى المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية ويستأنف المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائي من حيث توقفت وفق حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية للتوصل لإتفاق سلام ينهي معاناة الفلسطينيين ويقيم دولتهم المستقلة". كما أكد على ان"المرحلة الدقيقة التي تمر بها جهود السلام لا تدع مجالا للحديث عن حلول مرحلية أو حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، وإنما يتعين أن تستهدف جهودنا تسوية نهائية عادلة يتم تنفيذها في إطار زمني محدد متفق عليه". وأضاف "جددت الدعوة اليوم لمزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية، ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع". من جانبه، أوضح بيريز أن "حكومة اسرائيل راغبة ومستعدة للتوصل الى حل الدولتين، دولة فلسطينية تكون جنبا الى جنب مع الدولة الاسرائيلية". وأضاف "على الرغم من وجود الكثير من المشاكل الخطيرة الا أنه ما زال أمامنا الكثير من الفرص وبالتالي علينا أن نعمل معا بنشاط وبجد للتوصل الى حل لمشكلات الشرق الاوسط وبداية بحل المشكلة الفلسطينية". وأعرب بيريز عن تقديره واحترامه للرئيس الفلسطيني محمود عباس "لأن نواياه محترمة وهو يعد السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني وإسرائيل تحترم هذا الموقف". وردا على سؤال بشأن وجود آمال لإمكانية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قال مبارك :"أي فرصة يمكن انتهازها لتحقيق السلام لابد من التطرق اليها، وما زلت أقول أن هناك فرصا للسلام". وحول وجود أي نوايا إسرائيلية لايقاف الاستيطان، قال بيريز: "فور بدء المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين لن تكون هناك مستوطنات جديدة في الميدان، لن تجرى اي استثمارات مالية لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وسيتم إخلاء المستوطنات غير الشرعية، وما سيبقى بعد ذلك يجب أن نجد له حلا، ونحن مستعدون لذلك". وفيما يتعلق بالقدس، قال بيريز :"موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع ، فالقدس تعتبر ضمن السيادة الاسرائيلية ولا تعتبر مستوطنة وبالتالي فان أي تغيير للوضع القائم يجب أن يحدث عن طريق المفاوضات بين الطرفين". وعلق مبارك على هذا قائلا: "تكلمت مع الرئيس شيمون بيريز عن موضوع القدس بصفة خاصة . القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما هي مشكلة تهم كل مسلم في العالم، فإذا لم نصل الى حل للقدس وعدم تهويدها فان إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين في العالم". وبدوره قال بيريز: "إننا نحترم جميع الاديان ونؤكد لاصدقائنا المسلمين بأننا نحترم تماما قدسية هذه الامكان، ونود أن نبين هذا الاحترام لهذه الاماكن المقدسة ولا نود إطلاقا أن نخلق مشاكل مصطنعة حول القدس". وعقد الجانبان جلسة محادثات موسعة بعد المؤتمر الصحافي المشترك بحضور وفدي البلدين على غداء عمل تم خلاله إستكمال مناقشة القضايا التي تم طرحها خلال اللقاء الثنائى بين الرئيس مبارك وبيريز. وحضر المحادثات عن الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزير الإعلام أنس الفقي والوزير عمر سليمان، ومن الجانب الإسرائيلي شالوم كوهين سفير إسرائيل في القاهرة وآفي جيل المستشار الخاص للرئيس الإسرائيلى وعوزي آراد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وغادر بيريز مطار القاهرة بعد ظهر اليوم حيث كان في وداعه مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم.