يعتبر العلاج بالأعشاب الطبيعية جزءً من التقليد والثقافة الشعبية المتوارثة، لكن ما استحدثته وسائل الإعلام المشبوهة من ترويج لتركيبات معينة تعالج الضعف الجنسي والسكري وغيره، دون إسناد طبي أو مرجعية علمية أفقد هذا النوع من العلاج مصداقيته، وجعل الكثير من الناس يتجنب اللجوء إليه خوفاً من تداعياته الخطيرة ، لكن إذا تم العلاج بالأعشاب والنباتات عن طريق خبراء متخصصون فقد يؤتي ثماره دون آثار جانبية تذكر. وفي هذا الشأن، أكدت دراسة أمريكية أجريت مؤخراً فاعلية زيت الحبة السوداء في قتل خلايا سرطان البنكرياس، والذي يعد من أصعب الأورام السرطانية علاجاً. ويرجع فريق البحث السبب في ذلك لتأثير الحبة الزرقاء الوقائي في مجال محاربة سرطان البنكرياس، وذلك عند المرضى الخاضعين للعلاج الجراحي والكيميائي، فهي تقلل من فرص عودة الورم، كما أن لها تأثيراً مشابهاً عند الأشخاص الذين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس. وأوضح فريق البحث من مركز كيميل التابع لمستشفى جامعة "توماس جيفيرسون" الأمريكية أن مادة "الثايموكوينون" الموجودة في زيت الحبة السوداء، تعمل على قتل خلايا سرطان البنكرياس، حيث أظهرت التجارب أنها نجحت في القضاء على 80 في المائة من خلايا سرطانية للبنكرياس ُزرعت مخبرياً. وطبقاً للنتائج، فإن مادة الثايموكوينون استهدفت آلية الموت المبرمج للخلايا، حيث تمكنت من التأثير على المورثات المثبطة للأورام السرطانية وهى "p53, Bax, bcl-2 ,p21". وتقول الدكتورة هويدة عرفات، الأستاذ المشارك من كلية طب جيفرسون: "ساعدت الحبة السوداء على علاج العديد من الأمراض، مثل بعض اضطرابات المناعة واضطرابات الالتهابات الاحتقانية، كما أشارت دراسات سابقة إلى أن لتلك المادة خصائص مضادة للسرطان، بالإضافة إلى تأثيراتها المقاومة للتأكسد والاحتقانات". وأضافت عرفات أن مادة "الثايموكوينون" تمتلك خصائص مشابهة لصنف جديد من العقاقير وهو مثبطات أنزيمات HADCs، التي استخدمت مؤخراً في علاج الأورام السرطانية وأمراض الضمور العصبي. استخدامات متعددة للأعشاب وعن استخدامات الأعشاب المتعددة في علاج الأمراض، تمكن فريق طبي أمريكي من إعداد كبسولات بسيطة، تعتمد على مركبات من أعشاب البحر والحديد، قادرة على لعب دور في مواجهة مرض السكري من النمط الأول لدى المرضى الذين ترفض أجسادهم زرع خلايا الأنسولين، الأمر الذي قد يمثل بارقة أمل للمصابين بهذا المرض. وبحسب الفريق الطبي، فإن الاكتشاف الجديد يقوم على وضع الخلايا المنتجة للأنسولين داخل الكبسولات قبل زرعها في أجساد المرضى، على أن تزود تلك الكبسولات بفتحات دقيقة تسمح بخروج الأنسولين إلى الدم وتحول، في الوقت عينه، دون دخول خلايا جهاز المناعة. ويلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى إعادة زرع خلايا منتجة للانسولين في أجساد المرضى كحل أفضل، غير أن مقاومة الجسم لتلك الخلايا يتسبب غالباً في فشل العلاج، غير أن الاكتشاف الجديد قد يقلب أساليب العلاج رأساً على عقب. وجاء في الدراسة التي نشرت في مجلة الطب الطبيعي، أن الكبسولات تحتوي على مادة "ألجنيت" المستخرجة من أعشاب البحر، إلى جانب الحديد الذي يسمح بتعقب الخلايا مغناطيسياً، وقد تم زرعها في عدد من الفئران المخبرية والخنازير. وقد نجحت التجارب بشكل كامل، إذ عاد مستوى السكر في دماء الفئران إلى طبيعته، كما أنتجت الكبسولات التي زرعت في كبد الخنازير كمية كافية من الأنسولين، كما ثبتت في مكانها دون حراك.