جددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمسكها بشرط الإفراج عن معتقليها في الضفة الغربية مقابل السماح لأعضاء حركة التحرير الفلسطينية "فتح" من غزة بالمشاركة في مؤتمرهم السادس المزمع عقده في مدينة بيت لحم، في حين ردت "فتح" باتهامها بأنها "الوجه الآخر" لإسرائيل، ملوحة بقطع الحوار معها. واختارت حماس ممثلها في لبنان، أسامة حمدان لإعلان الموقف من بيروت، حيث قال الأخير إن "حماس" كانت تتمنى أن "تُطوى صفحة الخلاف سريعًا للتصدي للعدوان الصهيوني،" ولكنه اتهم "فتح" "بالتعنت" منذ أن بدأت الحوار في القاهرة قبل أشهر. ووصف حمدان أوضاع المعتقلين في الضفة الغربية وظروفهم بأنها "أهم مظاهر الجريمة التي تُرتكب في الضفة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته،" مستطرداً بأن حماس "أبدت مع ذلك مرونة كبيرة في التعامل مع القضية لإنجاح الحوار وإنهاء الانقسام، رغم انطواء القضية على ألم ومعاناة." وأضاف حمدان أن الذي جرى عمليًّا على الأرض هو "تصاعد وتيرة الاعتقالات والاستدعاءات وتوسيع الحملة الأمنية لتطال كل شيء، وتم تشديد التعذيب والملاحقة إلى أن وصلت حد الموت تحت التعذيب واغتيالهم بدم بارد في وضح النهار". وبشأن مطالبة "فتح" ل"حماس" بالسماح لأعضاء فتح بالخروج من غزة للمشاركة في مؤتمر "فتح" السادس، قال حمدان: "إذا كان مطلب (رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية) السيد محمود عباس ضروريًّا، فإن مطلبنا في موضوع المعتقلين أكثر من ضروري." وختم حمدان الكلمة بالقول: "إننا أمام فرصة لتحقيق جملة مصالح، على رأسها فتح الباب لمصالحة وطنية شاملة"، مبديًا جاهزية الحركة ل"السماح لإخواننا أعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح بالسفر،" بعد الإفراج عن المعتقلين في الضفة، داعيا "فتح" إلى "الاستجابة لصوت العقل وجهود الوساطة التي تبذل." فتح: حماس تتصرف كعصابة بالمقابل، أكد عزام الأحمد، رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن الاستعدادات لعقد المؤتمر السادس في بيت لحم قد انتهت تقريبا، وبخاصة فيما يتعلق بالأمور الفنية وإقامات الضيوف وأعضاء المؤتمر. وتابع الأحمد: "القضية القائمة والتي تشغلنا الآن هي عدم وصول أعضاء المؤتمر من قطاع غزة، في ظل سياسة الابتزاز التي تمارسها حركة حماس،" التي وصفها بأنها تتصرف مثل"عصابة، وليس فصيل وطني فلسطيني." وأوضح الأحمد أن القيادة تجري اتصالات مع العديد من الأطراف وبخاصة مع مصر وسوريا حول إدخال عناصر فتح من غزة ، محذراً من أن منع "حماس" تلك العناصر من الذهاب إلى رام الله سيعني أن "كل جولات الحوار الوطني تصبح في ذاكرة النسيان." وفي الإطار عينه، طالب أمين سر حركة فتح في لبنان، سلطان أبوالعينين، الذي يشارك في المؤتمر أن مؤتمر "فتح" يعتبر "مؤتمر محاسبة ومساءلة وإعادة الحركة إلى جذورها،" وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية. وأشار أبوالعينين إلى أن حركة "حماس" بممارساتها في قطاع غزة "أثبت أنها الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي،" واعتبر أن "فتح" منذ العام 1970 اعتادت على تلقي الطعنات من الخلف من قبل العدو لكنها كانت تخرج بعد كل طعنه أو نزيف "أكثر صلابة وقوة" على حد تعبيره. حماس: نتعرض لضغوط عربية وغربية الى ذلك كشف قيادي بارز في حركة "حماس" عن ضغوط تمارسها دول عربية وغربية على حركته من أجل السماح لأعضاء حركة فتح السفر للضفة الغربية من أجل المشاركة في المؤتمر السادس المقرر عقده في الرابع من الشهر الماضي، مشدداً على التمسك باشتراط السماح بسفرهم بإطلاق سراح المعتقلين في الضفة الغربية. وقال القيادي في "حماس" صلاح البردويل خلال محاضرة ألقاها أمام كوادر الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم :"هناك ضغوط من الدول العربية ومن أميركا ودول أجنبية من أجل إقناع حماس لإخراج أعضاء فتح". وأكد أن حركته لم ترضخ لهذه الضغوط وتمسكت بموقفها المعلن بعدم خروج أي عضو من أعضاء مؤتمر فتح السادس من القطاع قبل خروج جميع المعتقلين في سجون السلطة الذين قال إن عددهم ارتفع إلى نحو 1200 معتقل سياسي. وأعلن رفض عرض قدمته إحدى الدول العربية بإطلاق سراح تدريجي للمعتقلين عقب السماح بالسفر لأعضاء فتح، وقال: عرض علينا من إحدى الدول العربية أن تفرج السلطة عن المعتقلين على أفواج عند خروجهم (خروج أعضاء فتح من غزة) وعند عقد المؤتمر وأثناءه ورفضنا ذلك". وأضاف "قرارنا واضح هو الإفراج التام والكامل عن جميع المعتقلين في سجون سلطة رام الله"، معتبراً أن "مؤتمر فتح سيكون عنوان القضاء الأخير عليها سواء نجح أو فشل". وفي موضوع آخر، أكد القيادي في "حماس" رفض حركته الاعتراف بإسرائيل، نافياً بشدة ما تردد في بعض وسائل الإعلام من "اقترابها من هذا المربع". وقال البردويل "عدم الاعتراف بإسرائيل قرار ثقافي وفكري وعقائدي لدى حركة حماس"، لافتاً إلى أن حركته تلقت ضغوط وعروض خلال الحوار مع حركة "فتح" بالاعتراف بإسرائيل لإنجاز المصالحة. وشدد على أنه "لا يمكن أن تكون الوحدة إلا على أساس الحفاظ على الثوابت والمقاومة" . عباس يتباحث مع عمر سليمان هاتفيا وعلاقة بالموضوع ذاته، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأحد مع مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان هاتفيا الموقف من استمرار حركة حماس في منع سفر أعضاء حركة فتح من قطاع غزة إلى بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في مؤتمر الحركة السادس. وقال مسئول فلسطيني طلب عدم ذكر إن عباس وسليمان بحثا آخر التطورات في المنطقة والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر السادس لحركة فتح. وأضاف المسئول أن الاتصال الهاتفي ركز على استمرار حركة حماس في منع سفر أعضاء حركة فتح من قطاع غزة إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمر الحركة السادس المقرر عقده بعد غد الثلاثاء في ظل توسط القاهرة لحل الأزمة. وأكد المسئول الفلسطيني أن حركة حماس لم تبد حتى اللحظة أي تراجع في موقفها إزاء منع سفر أعضاء فتح رغم مبادرة الرئيس عباس بالإفراج عن نحو 400 من معتقليها في الضفة الغربية لضمان حل الأمر. وأوضح أن الاتصالات لا زالت جارية بين مصر وعدة أطراف عربية من جهة وقيادة حركة حماس في غزة ودمشق من جهة أخرى للتوصل إلى حل يقضي بسفر أعضاء فتح خلال الساعات القليلة القادمة. مؤتمر بيت لحم وقد بدأت قيادات حركة فتح بالفعل اليوم التوجه إلى مدينة بيت لحم استعدادا لمؤتمر الحركة السادس المتوقع انطلاق أعماله الثلاثاء. وقال القيادي في الحركة زياد أبو عين إن المؤتمر سيستغرق أربعة أيام، تسبقها اليوم جلسة للمجلس الثوري للحركة في مدينة بيت لحم. مشيرا إلى نقل جميع القادمين من الساحات الخارجية من مدينة رام الله إلى فنادق مدينة بيت لحم. وكشف أبو عين للجزيرة نت عن محاولات تبذلها السلطة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي للحصول على بطاقات هوية للقادمين من الخارج.