الزمان: الأحد السادس عشر من شهر ربيع الآخر من العام الثلاثين بعد الألف وأربعمائة من الهجرة النبوية الشريفة. المكان: درة الملاعب الكائن في درة العواصم. المناسبة: لقاء العمالقة بين الزعيم والعميد.. لتحديد بطل أقوى دوري عربي. بعيداً عن العواطف وبعيداً عن الفذلكات يبقى اليوم هو يوم تتويج جهد موسم كامل بأغلى وأثمن البطولات والألقاب المتعارف عليها دولياً كمعيار وحيد لتقييم وتقديم الأبطال الذين يتمتعون بمميزات النفس الطويل، والكفاءة والقدرة على التعامل الأمثل مع مسابقات العيار الثقيل أي عيار (الفرسان). ومن نافلة القول إن طرفي لقاء اليوم.. لم يصلا إلى هذا المنعطف الأخير والمهم من المسابقة جنباً إلى جنب اعتباطاً أو خبط عشواء. ** وإنما لأن كل منهما يمتلك من مقومات البطل الحقيقي، ومن أدوات الكسب ما مكنه من بلوغ هذا الشرف. ** ولأنهما كذلك فمن العدل إذن أن نبارك لهما مقدماً بلوغ هذا الحد والقدر من العمل والكفاح والبذل والعطاء البطولي طوال مراحل المسابقة. ** أما اللقب وما أدراك ما اللقب.. فمن الإنصاف أيضاً القول بأن كل الطرق تؤدي إلى الظفر به.. سواء بالنسبة للزعيم، أو بالنسبة للعميد.. بدليل عدم التعرف على هوية البطل إلا مع صافرة النهاية. ** ذلك أن الحظوظ في الكسب متاحة ومتساوية، والإمكانات والقدرات على انتزاع الدرع متوافرة لدى كل من الطرفين. ** الخلاصة.. وكما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد: (على جماهير العميد ألا تغضب إذا حققها الزعيم، كما أن على جماهير الزعيم عدم الغضب إذا حققها العميد) فكلاهما بطل. ** الذي يهمنا نحن في المقام الأول.. كمتابعين وكمشاهدين، أن نستمتع بمتابعة ومشاهدة ملحمة كروية راقية بعيدة عن الشحن والتوتر وعن الخروج على الروح والقيم الرياضية الشريفة. ** وتبقى مسألة تحديد البطل مرهونة بتوفيق الله أولاً وآخراً. دعاية بالمجان؟! ** لا أعتقد أن من الحكمة والكياسة لجوء بعض زملاء الحرف الذين تستقطبهم بعض الفضائيات الرياضية التي تبث من خارج الحدود.. كأعضاء في برامجها الحوارية إلى استخدام وسائلنا الإعلامية المقروءة تحديداً، للدعاية والترويج المجاني لتلك الفضائيات وبرامجها وكوادرها. ** كما لا يليق بصحافتنا الرياضية تمرير مثل هذه الرغبات الخاصة أو حتى المشاركة فيها بأي شكل من الأشكال كما هو حاصل هذه الأيام من بعض المطبوعات التي تتبنى الإعلان والترويج لبرامج تلك القنوات (؟!) ** هؤلاء الزملاء الذين (سخرّوا) الكثير من تناولاتهم الصحافية لإمطار تلك الفضائيات بوابل من المديح والتطبيل المبالغ فيه إلى درجة السماجة (!!). ** هذا يتحدث عن مميزات وعن مثاليات لم يلمسها غيره، وذاك يبطّن مقالاته بالترغيب والدعوة إلى هجر باقي القنوات والاتجاه للقناة التي تستقطبه، وآخر لا تخلو مقالاته من استعراض انطباعاته (الانشكاحية) عن القناة وعن المدينة التي تحتضنها (؟!!). ** ناهيكم عن الحرص على ترديد بعض (الخرط) في ثنايا تناولاتهم مثل: أنا قلت كذا وكذا في برنامج كذا، في قناة كذا (؟!!). ** ويتجاوزون في سبيل الدعاية والترويج لتلك القنوات إلى استغفال المشاهد السعودي من خلال الدعاية المكشوفة للمعلق الفلاني أو المعلق العلاني بالاستناد إلى براعة هذا الصنف من المعلقين في دغدغة مشاعر السذج عن طريق (دلق) عبارات المدائح الفارغة والعزف على وتر العواطف (؟!!). ** هذا غيض من فيض وإلا فإن القائمة تطول وتزخر بالعديد من الممارسات والشواهد في هذا السياق. بالمناسبة ** (زخ) معلق قناة الجزيرة الرياضية الذي تولى التعليق على مباراة الشباب السعودي والشارقة الإماراتي في إطار منافسات دوري المحترفين الآسيوي.. وابلاً من المعلومات المغلوطة سواء في ما يتعلق بالكرة السعودية عموماً، أو ما يتعلق بالفريق الشبابي على وجه الخصوص مثل قوله على سبيل المثال لا الحصر: (إن فريق الشباب هو الفريق السعودي الوحيد الذي حقق البطولة العربية مرتين). ** السؤال: من أين يستقي هؤلاء معلوماتهم عن الكرة السعودية، وهل هناك من يزودهم بهذه المعلومات التضليلية، وما القصد من ذلك (؟!!). ** المزعج في الأمر حقيقة هو أن هذا النوع من العبث المعلوماتي أضحى من الأمور الملازمة لأي مناسبة تكون الأندية السعودية طرفاً فيها رغم ما يشكله ذلك من دلالات غير حميدة فحواها فوضوية مصادر المعلومات التي فرضها الفقر المدقع في بعض النواحي المهمة مثل مراكز المعلومات الرياضية المتخصصة (؟!). للي بالي بالك (عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان)