سحب تراخيص المرور العابر (الترانزيت) الممنوحة لحلف شمال الأطلسي أدان البرلمان الباكستاني بمجلسيه وبالإجماع في وقت مبكر من أمس انتهاك الولاياتالمتحدة لسيادة باكستان في الغارة التي شنتها على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في وقت سابق من الشهر الجاري ، وأوصى أيضًا بإعادة النظر في التعاون العسكري للبلاد مع الولاياتالمتحدة وطالب في جلسة استمرت 10 ساعات بوقف الغارات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار في الأراضي الباكستانية وإذا لم يحصل ذلك عندها تكون الحكومة مضطرة للبحث في الإجراءات اللازمة ومن بينها سحب تراخيص المرور العابر (الترانزيت) الممنوحة لحلف شمال الأطلسي (الذي يستخدم بموجبها الأراضي الباكستانية ممرًا لإمداداته إلى قواته المنتشرة في أفغانستان). كما دعا إلى تشكيل لجنة مستقلة لإجراء تحقيق في إخفاقات قوات الأمن الباكستانية في الحادث الذي وقع في 2 أيار/مايو الجاري. وفي التفاصيل ذكرت صحيفة (ناشن) على موقعها الإلكتروني أن القرار ، الذي جرت مناقشته في جلسة مغلقة ، أوصى أيضًا بإعادة النظر في التعاون العسكري للبلاد مع الولاياتالمتحدة ودعا إلى وقف هجمات الطائرات بدون طيار مهددًا بأن باكستان يمكن أن تمنع دخول إمدادات لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان عبر أراضيها ، وقال رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية الليفتنانت جنرال أحمد شجاع للبرلمانيين: إن جهازه يتحمل المسؤولية عن الفشل في اكتشاف وجود بن لادن أو القوة الأمريكية التي قامت بقتله داخل باكستان ، وقال شجاع باشا: إنه لا يمكن توجيه اللوم إلى الجيش. ونقلت صحيفة (داون) على موقعها الإلكتروني عن باشا قوله: إن التكنولوجيا المتوفرة لم تكن حديثة كما أن التواصل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ( سي اي ايه) كان سيئًا. وبدأت الولاياتالمتحدة في 2004 باستخدام الطائرات بدون طيار في الأجواء الباكستانية لاستهداف عناصر في تنظيم القاعدة وحركة طالبان ، ولكن هذه الغارات تكثفت منذ صيف 2008 وفي الأشهر الأخيرة اصبحت شبه يومية. وفي 2010 نفذت الطائرات الاميركية بدون طيار حوالى 100 غارة أسفرت عن مقتل أكثر من 670 شخصًا بحسب المسؤولين العسكريين الباكستانيين ، وبين هؤلاء القتلى عدد غير محدد من المدنيين. وفي سياق متصل تساءل المرشح الرئاسي الجمهوري نيوت جينجريتش عن جدوى المساعدات الأمريكيةلباكستان مع وصول حملته إلى جورجيا مسقط رأسه. وفي كلمة أمام أعضاء حزب جورجيا الجمهوري قال جينجريتش: إن الولاياتالمتحدة بحاجة لإعادة تقييم مليارات الدولارات التي تقدمها في شكل مساعدات لباكستان بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هناك على أيدي قوات خاصة أمريكية في غارة يوم الثاني من مايو ايار. وقال جينجريتش: (عندما علمت أنه بعد دفع 20 مليار دولار منذ الحادي عشر من سبتمبر أنهم كانوا يأوونه في باكستان نسيت ما تعنيه كلمة (حليف) .