قررت حكومة إسلام آباد إعادة النظر في جميع الترتيبات مع الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي ، بما في ذلك النشاطات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاستخباراتية ، وذلك في أعقاب الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل 26 جندياً، تعتبر الأكثر خطورة منذ بدء التدخل العسكري الغربي في أفغانستان. وكانت الولاياتالمتحدة ، شددت أمس السبت ، في بيان مشترك لكل من وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على “أهمية” شراكتها مع باكستان بعد مقتل الجنود الباكستانيين في الغارة التي شنها الحلف الأطلسي، وقدما “تعازيهما الحارة” إلى السلطات الباكستانية، مؤكدين أنهما يؤيدان “عزم الحلف الأطلسي على إجراء تحقيق فوري” في شأن الغارة كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.وقامت كلينتون وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون الن ورئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي بالاتصال بنظرائهم الأفغان لبحث التطورات المستجدة. وتعد هذه الضربة الأفدح التي نفذها الحلف الأطلسي ، خلال الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام في أفغانستان المجاورة. هذا وقد واتصلت وزيرة الخارجية الباكستانية “هينا رباني خار” اليوم الأحد بنظيرتها الأمريكية هيلاري كلينتون لكي تنقل إليها “مشاعر الغضب العميقة” لدى باكستان بسبب ضربات حلف شمال الأطلسي عبر الحدود مع أفغانستان ، كما أعلنت الخارجية الباكستانية.وقالت خار أن هجمات أمس السبت “غير مقبولة على الإطلاق” لأنها تخالف القانون الدولي وتنتهك السيادة الباكستانية. وفي تلك الأثناء صرحت وزيرة الإعلام الباكستانية “فردوس عاشق” أن هجوم أمس السبت سيؤجج المشاعر المعادية للأمريكيين في البلد الإسلامي المسلح نووياً والبالغ عدد سكانه 167 مليون نسمة. ووافقت لجنة الدفاع في الحكومة عقب اجتماع ترأسه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني لبحث الرد الباكستاني على الغارة، على إغلاق الحدود مع أفغانستان أمام قوافل إمدادات الأطلسي/ايساف (القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان)، والذي بدأ تطبيقه في وقت سابق أمس السبت، كما طالبت الولاياتالمتحدة بإخلاء قاعدة شامسي الجوية خلال 15 يوماً، وهي قاعدة عسكرية صحراوية نائية يعتقد أن وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) تستخدمها كقاعدة انطلاق الطائرات بدون طيار لشن الغارات على مناطق الحدود الباكستانية والأفغانية. وفي وقت متأخر من أمس السبت، أعلن المتحدث باسم قوة ايساف التابعة للحلف الأطلسي انه “من المرجح جدا” أن تكون طائرات الحلف تسببت في مقتل 26 جنديا باكستانياً عندما شنت غارة على المناطق الشمالية الغربية من باكستان.وقال الجنرال كارستين جاكوبسون أن قوات ايساف والجيش الأفغاني كانت تقوم بعملية مشتركة في الجزء الشرقي من ولاية كونار الأفغانية المحاذية لباكستان، واضطرت إلى استدعاء دعم جوي. ومن جهتها أكدت باكستان أن الهجمات “تعدٍ صارخ” على سيادتها و”تعدٍ خطير على الخطوط الحمراء” وانتهاك للقانون الدولي و”يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة” على التعاون بين باكستان من جهة والولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي من جهة أخرى. وكانت باكستان قد طلبت في حزيران/يونيو الماضي من الولاياتالمتحدة إخلاء قاعدة شامسي للحد من النشاطات الأمريكية ، بعد عملية أمريكية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الثاني من أيار/مايو في الأراضي الباكستانية. علماص بأن واشنطن لا تعترف علناً بشن عمليات من تلك القاعدة، إلا أن موقع “قوقل ايرث” نشر في السابق صوراً قيل أنها لطائرات أمريكية بدون طيار في شامسي. وتقع القاعدة على بعد 900 كلم جنوب غرب العاصمة إسلام آباد في ولاية بلوشستان. الحلف الأطلسي | الولاياتالمتحدةالأمريكية | باكستان