دأبت مجموعة من القنوات الفضائية على تسهيل المهمة على جيش النظام السوري ، بالكشف عن مواضيع في حُكْم السرية ؛ فاستفاد منها النظام السوري في الوصول إلى أهدافه ؛ فما إن يتم استيلاء الجيش الحُرّ على منطقة من المناطق إلا ويكشف أعضاؤه عن ذلك ؛ فيستغل النظام تلك المعلومة لمهاجمة الموقع بالطائرات التي تقصف الأحياء والمباني كلها ؛ فيتضرر السكان المدنيون ، ويتضرر الجيش. وفي جانب آخر يتم إعلان انشقاقات ، سواء من أعضاء حكومة الأسد ، أو من كبار ضباط جيشه ، قبل أن يتمكَّن المنشقون من تأمين سلامتهم ، وقد يصل النظام إليهم قبل أن يتمكنوا من الخروج من البلد .. كل ذلك بسبب التصريحات غير المسؤولة لبعض الجهات الإعلامية الناطقة باسم الجيش الحُرّ أو المجلس الوطني. وفي اعتقادي أن عدم استطاعة نائب الرئيس فاروق الشرع الانشقاق كان بسبب فضح مخطط انشقاقه قبل أن يتمكَّن من الخروج إلى مكان آمن ، وربما استطاعوا الوصول إليه وأعادوه بالقوة ، وما ظهوره في استقبال المسؤول الإيراني قبل أيام إلا للاستهلاك الإعلامي ؛ حيث استغل النظام ذلك لصالحه ؛ ليثبت أن مسألة الانشقاقات ليست حقيقة ، وإنما هي شائعات فقط ، رغم أن انشقاق الشرع أكده عدد من المسؤولين في المعارضة والناطقين الإعلاميين للجيش الحُرّ. إننا نتمنى أن تكف القنوات التي تبثُّ أخباراً عن تحركات الجيش الحُرّ عن تمرير كل ما يرد إليها من معلومات ؛ فليس من مصلحة الجيش الحُرّ أن يكشف عن كل ما يقوم به ؛ حتى لا يُعطي العدو الضوء الأخضر لاستغلال ذلك لصالحه ، كما نتمنى أن تكون هناك جهة مسؤولة عن توزيع الأخبار ، سواء من المجلس أو الجيش لإعادة النظر في كل ما يُنشر ، وعدم التصريح أو التلميح بشيء يستفيد منه النظام وجيشه ؛ فالحرب كما يُقال خدعة ، ونحن نعلم أن بعض الأخبار الهدف من نشرها تهبيط معنويات جيش النظام ، مع اعتقادي الجازم بأن من يقوم بقتل الأطفال والنساء وكبار السن وعموم المدنيين في سوريا طيارون إيرانيون وروس و(شبيحة) حزب الشيطان. نسأل الله العظيم أن ينصر الشعب السوري على أعدائه ، وأن يكشف عنهم الغُمّة بزوال الطاغية وحزبه ومَنْ ناصره ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وقفة : يطالعنا الأمين العام للأمم المتحدة في كل مجزرة تحدث في سوريا بتصريحاته بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة المتسبب فيها ؛ فمنذ نشوب الحرب حتى يومنا هذا والمجازر تتزايد ، والضحايا يرتفعون ، وكان آخرها مجزرة إدلب ، ولم نرَ أي لجنة على أرض الواقع ، كما أنه لن تتم محاسبة المتسبب فيها ؛ لسبب واحد ، هو أن الضحايا مسلمون!! ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).