استكمل الجيش السوري النظامي حشوده حول مدينة حلب شمال البلاد، وبات جاهزًا بانتظار الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري. فيما ذكرت تقارير إخبارية أمس أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي حث أنقرة على التدخل لتأمين إطلاق سراح 48 إيرانيا اختطفوا في سورية. واعترف الأردن بهروب أعداد كبيرة من قوات الجيش السوري النظامي إليه لكنه لفت إلى صعوبة حصر أعدادهم جراء عدم التعرف عليهم لأن غالبيتهم يدخل الأراضي الأردنية مع مجموعات من اللاجئين دون أن يعترفوا بأنهم من أفراد الجيش السوري. ونفي وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة علم بلاده بإنشقاق ضابط سوري كبير برتبة لواء لكنه لم يستبعد دخوله إلى الأراضي الأردنية ضمن مجموعات اللاجئين التي تجتاز الحدود يوميًا. وقال في تصريح صحفي «إن الحدود الأردنية السورية تشهد يوميًا دخول عسكريين من الجيش السوري ويتم التعامل معهم كلاجئين»، مشيرًا إلى أن أعداد اللاجئين الذين يجتازون السلك الحدودي يوميًا يتراوح ما بين 1000 - 2000 لاجىء. وأوضح مصدر أمني سوري رفيع « طلب عدم ذكر اسمه» أن «كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة (حلب)»، لافتًا إلى أن «الجيش بات جاهزًا لشن الهجوم لكنه ينتظرالأوامر». وأشار إلى أنه «يبدو أن هذه الحرب ستكون طويلة»، عازيًا السبب إلى أن الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من أجل القضاء على من وصفهم ب»الإرهابيين» في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. وأفاد مسؤول أمني في دمشق أمس الأول أن «معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حاليًا ليس إلا المقبلات». وأضاف «الطبق الرئيس سيأتي لاحقًا». وأوضح المسؤول أن التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكدًا وجود 20 ألف جندي على الأقل على الأرض. وقال «الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات» في إشارة إلى المعارضين المسلحين. وفى سياق متصل أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن هيلاري كلينتون ستقوم يوم السبت القادم بزيارة إلى تركيا وستجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الأتراك حول الأزمة في سوريا، إضافة لموضوعات أخرى مشتركة.إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن محمد أحمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي أصبح أول رائد فضاء سوري، فر إلى تركيا بعد أن أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد.وأضافت الوكالة أنه قبل عبوره إلى تركيا توقف فارس في المقر العام للجيش السوري الحر في حلب تضامنا مع مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الجيش السوري في هذه المدينة. وتابع المصدر «إنها محاولة الانشقاق الرابعة لفارس الذي انضم إلى الطاقم السوفياتي على متن مركبة الفضاء مير في 1987. الى ذلك بثت «العربية» امس الأحد شريطاً مصوراً يظهر الإيرانيين المختطفين بسوريا في قبضة الجيش السوري الحر، الذي أكد أن الرهائن «شبيحة»، وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني.ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري.وقال أحد ضباط الجيش الحر في الشريط إن «كتيبة» من القوات المنشقة «قامت بالقبض على 48 من شبيحة إيران» كانوا في مهمة «استطلاع ميدانية» في دمشق.وأضاف «أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني».وطلب الضابط من أحد المحتجزين إظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال إنها بطاقات تدل على انتمائه للحرس الثوري.من جهتها، ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن صالحي طالب أنقرة خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو ببذل كل ما بوسعها من جهود لإطلاق سراح الإيرانيين. أوضحت الوكالة أن الاتصال الذي جرى أمس تطرق إلى مجمل التطورات السورية، وحث وزير الخارجية الحكومة التركية على بذل قصارى جهودها من أجل إطلاق سراح الإيرانيين الذين ذهبوا بشكل منفرد بغية زيارة مقام السيدة زينب. من جانبه، وعد وزير الخارجية التركي بدراسة الموضوع في أسرع وقت ممكن وأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه كما في المرات السابقة لإطلاق سراحهم.