لعل من أهم الأخبار الرياضية التي قرأتها في هذا الأسبوع وشدتني ، كان تأجيل مباراة السوبر السعودي ، التي كانت ستجمع بطل الدوري (الشباب) ، وبطل كأس الأبطال (الأهلي) ، بل إن الخبر الذي جاء على شكل تصريح لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد ، كان يستند على رؤية وبعد نظر. أذكر أنني طالبت كثيراً قبل عدة سنوات بإقرار (مباراة سوبر) تضاف إلى روزنامة مسابقات الموسم ، على أن تمثل مباراة افتتاح للموسم الرياضي ، على غرار ما يحدث في إنجلترا تحديداً. لكن إقامة مباراة كهذه ، لا يمكن أن تتم بهذه الطريقة ، فليس من الحكمة أولاً أن تنفذ هذه الفكرة في ظل ما أفرزه الموسم المنصرم من توترات ومشاحنات وشدّ وجذب بين الشبابيين والأهلاويين. ذلك في ظني كان أكبر وأهم معوّق لإقامة مباراة السوبر في الوقت الذي حدد سابقاً ، وهو بداية الموسم الجديد -يعني بحسبة بسيطة يوم 7 رمضان- ، على اعتبار أن مباريات الجولة الأولى لدوري زين ستنطلق يوم 14 رمضان. لم نكن في حاجة إلى زيادة درجة الغليان التي كان بطلها الرئيس الشبابي ، الذي استغل صمت وحكمة الأهلاويين ، وهو الحضور الذي لم نكن نراه في مواجهات الشباب مع أندية أخرى غير الأهلي. لقد أصبحت فلسفة النادي الأهلي ، التي يمكن وضعها في عبارة مختصرة (كبّر رأسك) ، غير مناسبة للوقت الحالي ، خصوصاً وأن الأهلي أصبح منافساً قوياً على بطولة الدوري والبطولات الأخرى. والحقيقة التي لا تقبل المغالطة أو التشكيك ، أن النادي الأهلي هو (بيت الحكمة) ، وقد سمعت أميره الحكيم خالد بن عبدالله قبل نهاية الموسم الماضي ، يقدم رداً ينم عن حكمة وخبرة وممارسة وبعد نظر أقنعت كل من حوله ، في رده على تغير الخطاب الإعلامي على النادي الأهلي. كان الأمير خالد كعادته في هدوئه وتركيزه ، وكأنه قد ذهب ليستعيد شيئاً من الماضي القريب ، فجاءت الإجابة كافية ووافية ، اختصرها "الأمير) في عبارات قليلة ، ولكنها واضحة وقوية يقول الأمير خالد (في الموسمين الماضيين كان الأهلي بين الخامس والسادس ، وفي هذا الموسم حضر كمنافس)! هنا انتهى حديث الأمير خالد ، وإن كانت عبارة قليلة حروفها ، لكن معانيها تبدو كبيرة جداً ، إنها مدرسة خالد بن عبدالله ، فأن تكون منافساً قوياً على البطولات ، فمن المؤكد أن منافسيك لن يكونوا في صورتهم السابقة معك عندما كنت في مراكز لا تؤثر على مواقعهم ، فهناك وجه ، وهنا وجه آخر. وأكر أنني شبهت ما يحدث في الرياضة بما يحدث في السياسة ، فلا صداقة دائمة ، ولا عداوة مستمرة ، وهذه هي حقيقة منافساتنا الرياضية ، مع التأكيد على أن هناك فوارق كثيرة بين السياسة والرياضة ، وأن ما يصلح في السياسة ليس بالضرورة أن ينجح في الرياضة. لكن على ما يبدو أن كلمات خالد البلطان واستفزازاته المتكررة للأهلاويين ، بما فيها عبارته الشهيرة (الآن فهمتك) في إشارة إلى رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، رفعت درجة الطموح والغيرة عند إدارة الأهلي ولاعبيه ، لينهوا موسمهم ببطولة كأس الأبطال ، ووصافة الدوري ، وقبل ذلك عودة شخصية الفريق البطل. وفق رئيس اتحاد كرة القدم في قراره تأجيل السوبر إلى الموسم المقبل لتفصل فيه الإدارة المنتخبة الجديدة ، مع الأمل في أن يكون موسمنا الجديد خالياً من الرواسب التي خلفها الموسم الماضي. مخرج : على قمر نايل سات أتابع قناة جديدة وليدة تسمى (شموس) تعنى بالموروث الجنوبي في بلادنا الغالية ، تابعت فترة ولادتها ، فوجدتها مختلفة عن غيرها ، فقد بدأت كبيرة تجاوزت عمرها القصير ، شدتني ببرامجها المنوعة، ومنها برنامجها الليلي (سهرة جنوبية). لي رجاء عند إدارتها الطموحة أن تفكر في إدراج برنامج رياضي يومي برؤية جديدة تتزامن انطلاقته مع انطلاقة الموسم الرياضي منتصف رمضان المقبل ، فهل نرى ذلك؟ * منحنى : لا يوجد رجل فاشل ، ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقي فيه..!