بداية أرجو من الله العلي القدير أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالصحة والعافية ويديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار .. وأرفع أحر التهاني لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بمناسبة تعيين سموه وزيرا للدفاع .. ولكل الذين شملتهم الثقة الملكية الغالية من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء .. التي وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب .. بموجب الأوامر الملكية التي ركزت بشكل خاص على إعادة هيكلة وزارة الدفاع من منظور حكيم يواكب المستجدات ويخدم المصالح الوطنية العليا. وفي ما يلي سأتحدث في هذه المقالة عن الطيران بحكم الاختصاص : يأتي الأمر السامي القاضي بتعيين الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود رئيسا للطيران المدني بمرتبة وزير في مرحلة انتقالية في غاية الأهمية لصناعة النقل الجوي في المملكة .. حيث سيكون التشكيل بمثابة إعادة هيكلة جذرية تضع الأمور في نصابها وتحرر الإدارات من سلسلة من الإجراءات البيروقراطية التي لم تكن تخدم سير العمل في إدارة لها طابع ديناميكي تتطلب التجاوب السريع مع معطيات صناعة النقل الجوي ومتطلباته متعددة الجوانب. وقد تميز التشكيل الجديد بحسن الاختيار لقيادة مرافق النقل الجوي بفرعيها .. الهيئة العامة للطيران المدني ومؤسسة الخطوط السعودية حيث إن سمو الأمير فهد بن عبد الله يتمتع بإلمام شامل بالصناعة ومحتوياتها .. وهو طيار عسكري سابق .. وقضى فترة تقرب من ثلاثة عقود في منصب مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني ... ولهذا فان المرحلة الانتقالية ستكون استمرارية بمزيد من حرية الحركة والتجاوب السريع مع متطلبات العمل -مثل الخصخصة- بخلفية متمكنة ومقتدرة على النهوض بالصناعة إلى مصاف مثيلاتها في العالم .. وأحسن بإذن الله تعالى. والهيكلة الجديدة ستكون فرصة ثمينة لعمل بعض الترتيبات الإدارية التي لا تخفى على سمو الأمير فهد بفطنته المعهودة وما يتوفر له من الصلاحيات الجديدة والخبرة الواسعة والعميقة في حقل الطيران المدني .. مع وفرة الموارد المالية في هذا العهد الزاهر الذي يعيشه وطننا الحبيب .. والأمير فهد بدون منازع وبعيدا عن المجاملات .. اقرب من أي شخص آخر لنبض الصناعة ومتطلباتها .. ولديه المقدرة لعمل نقلة نوعية تخدم الصناعة والمستهلك معا. واحسب إن أول المهمات ستكون تغيير الصورة النمطية للناقل الوطني لدى الجمهور من خلال التركيز على انضباط البيئة الإدارية .. وتحسين الخدمة ... وزيادة السعة الاستيعابية .. والاستجابة السريعة لعوامل السوق .. يلي ذلك العمل على دراسة كيفية إدخال ناقلات جديدة في السوق المحلي استجابة للنمو الذي تشهده حركة النقل الجوي .. وتسريع برنامج الخصخصة الذي سيسهل على الناقل العمل وفق معطيات السوق .. مثل الربحية ورضا المستهلك .. و ما تقتضيه المصلحة الوطنية فيما يخص تخفيف العبء على موازنة الدولة. كما إنني على يقين تام بان سمو الأمير فهد بن عبد الله يولي أولوية قصوى لكل ما يتعلق بسلامة وأمن الطيران المدني الذي له اهتمام خاص لدى كل دوائر الصناعة في العالم .. والمملكة تحتفظ بسجل مشرف في هذا المجال بفضل اهتمام سموه المباشر بذلك منذ توليه منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الطيران المدني. إن الوعد الذي تحمله صناعة النقل الجوي ومقوماتها يعزز مكانة المملكة ويمكنها لتكون قوة اقتصادية ضاربة ومميزة في عالم الطيران المدني في القريب العاجل .. لان المنافسة المجاورة لا تتمتع بالمقومات الموجودة لدى المملكة .. حيث إن حجم النهضة التنموية الجارية .. والمساحة الجغرافية .. والموقع الاستراتيجي .. ومكانة الحرمين الشريفين .. مقومات لا تتوفر إلا للمملكة العربية السعودية .. وسنرى انبثاق عهد جديد لصناعة النقل الجوي في ظل التشكيل الجديد ... وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.