التشكيل الجديد الذي تم من خلاله تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع يأتي داعما أساسياً للحراك التنموي الذي يعيشه الوطن ذلك أن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رجل إداري محنك من الطراز "الاستثنائي"، كما أنّ خبرته العسكرية أيضاً منذ أن كان شاباً في بدايات عمره تؤكد للوطن أنه قادم على مواصلة محنكة وذات بعد سياسي ودفاعي وأمني ووطني أيضاً لما كان قد بناه سلطان الخير عليه رحمات الله.. فسلمان بن عبدالعزيز حقاً "الرجل المناسب في المكان المناسب"، كما أن سموه أمير إنسان يملأ كل المواقع التي يقترب منها أو تقترب منه ولعل عاصمة الوطن أكبر الشواهد على حسن القيادة وأصالة وعمق التوجه الذي جعل منها عاصمة المدائن العربية. وعند الحديث والبهجة بما تحقق لوزارة الدفاع سواء من خلال تعيين سمو الأمير سلمان وزيراً لها أو من خلال تعيين سمو الأمير خالد بن سلطان نائباً لوزير الدفاع وهو الرجل الذي عاصر نمو وتطور كافة القطاعات الدفاعية الوطنية منذ زمن بعيد إضافة إلى قيادته للأجهزة الدفاعية عن الوطن في أكثر من أزمة سواء ما كان خلال أزمات الخليج الأولى والثانية أو ما كان خلال أزمة جنوب الوطن العزيز.. مع كل هذا الابتهاج والاطمئنان على أن وطننا يسير وفق خطط منهجية متماسكة تسعى لخير إنسانه يجيء في الوقت نفسه إعادة هيكلة هيئة الطيران المدني وتعيين سمو الأمير فهد بن عبدالله رئيسا لها وهو الرجل الذي أمضى معظم ما تقدم من عمره مساعداً لسلطان الخير عليه رحمة الله في وزارة الدفاع والطيران مسئولا أولاً عن كل ما يتعلق بالطيران المدني الأمر الذي يجعلنا نتوسم خيراً في نواقلنا الوطنية سواء ما يتعلق بتطوير الخطوط الجوية العربية السعودية أو ما يتعلق بشأن الطيران الاقتصادي الوطني وربما فتح الأجواء لطيران دول الخليج العربية للخدمة المحلية وإن كنت لا أميل لمثل هذا التوجه خاصة وأن ناقلنا الوطني قادر على تقديم خدمة مميزة ومنتظمة لكافة أنحاء وطننا "القارة" وربما ساعده في ذلك الطيران الاقتصادي المحلي مثل ناس "حالياً" وسما "سابقا" التي أتمنى أن يعاد النظر في التعامل معها وتشجيع مستثمرين سعوديين آخرين للولوج إلى صناعة الطيران المدني الاقتصادي لما فيه من مصلحة وطنية عامة. أعتقد أن أمام هيئة الطيران المدني في تشكيلها الجديد العديد من التحديات التي لا ترهقها أو تقلقها تتمثل أولى أولوياتها في العمل الجاد على استثمار مطارات المملكة وتشغيلها تجاريا وتطويرها أيضاً وكذلك العمل على دراسة الأرقام الضخمة "الهاربة" من المسافرين لطيران "غير سعودي" ومحاولة تحويل الرقم السالب إلى رقم موجب في هذا الخصوص وتحفيز المسافرين السعوديين لاستخدام نواقلهم الوطنية بدلا من التوجه إلى الجيران بسياراتهم ومن ثم السفر من مطارات الجيران إلى دول العالم المختلفة كما أن دراسة إعادة بناء إستراتيجية مطار الملك فهد الدولي بالمنطقة الشرقية أمرا يعد من أولى الأولويات في نظري وربما أصبح محطة توقف للعديد من الرحلات القادمة من الغرب إلى الشرق والعكس أيضا. ولعلّ إعادة ترتيب قطاع النقل الجوي الاقتصادي يعد واحداً من الأولويات المهمة أيضا. فمن غير المعقول أن تستمرمعاناة المواطن في محاولة السفر بين مدن الوطن أو السفر إلى خارجه . فهل تعمل هيئة طيراننا المدني على ترتيب أولوياتها والعمل الجاد والسريع لمعالجة شئون وشجون النقل الجوي بالمملكة والنظر إلى هذا القطاع من الزاوية الاقتصادية الوطنية؟ إنها أمنية أجزم أن لدى سمورئيس الهيئة الإجابة السريعة عليها لما له من خبرة وتجربة يندر أن توجد عند غيره في هذا المجال الحيوي المهم.. ودمتم