** قبل أن أبدأ موضوعي أود التوقف أمام ما قاله سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، عندما كان يتألم لحال الوحدات الصحية المدرسية، وهي المرافق الصحية التي عشنا معها دهراً، ومع أحوالها البائسة، إلى أن جاءت انفلونزا الخنازير، لتكشف بجلاء تواضع أحوالها إلى حدّ \"الألم\" كما عبر عن ذلك سمو الوزير، في وقت كان يجب ان تكون نموذجية في امكاناتها وطاقتها واسلوب تعاطيها مع طلابنا وطالباتنا ومعلمينا ومعلماتنا ، بل إن الأمر الصحيح أن تقام مستشفيات لمنسوبي التعليم أسوة بإخوانهم العسكريين ، بدلاً من تلك الوحدات المتهالكة، والتي كنا هنا في \"البلاد\" قد نشرنا عن احوال واحدة منها في جدة، العام الماضي، مع صور لهيكل مبناها من الخارج، والذي كان يدلل على مافي الداخل.!! ** نعود لموضوعنا وهو ما أعلنته وزارة الصحة مؤخراً من تطمينات للناس بخصوص لقاح انفلونزا الخنايز، وان اللقاحات مأمونة، ومن النوع الجيد، الذي ليس له تداعيات صحية، او آثار جانبية ، لكن الناس حقيقة منقسمون بين ما نقرأه على مدار الساعة عبر الرسائل الاليكترونية ، القادمة من الذين يتواصلون معنا، أو ما تبثه شبكة الانترنت من معلومات ومقالات وشهادات، تقول انها من مصادر طبية، ومن معاقل صحية، وبتواقيع أهل المهنة.. وبين ما أعلنته وقالته وزارة الصحة من تطمينات عن اللقاح، وأنه من النوع الذي \" ما تخر منه الموية \"!!. ** أحدنا يتساءل هو معقول أن في الأمر اثارة إلى هذه الحد , أو أنها حرب اشاعات هوجاء، أو أن ثمة من يكذب ويدلس عندما يؤكد أن اللقاحات خطرة جداً ، وتقود الى آثار ماحقة صحياً، على كل من يتعاطاها .. بينما في الجانب الآخر تؤكد وزارة الصحة أن الأمر مجرد اشاعات مغرضة , وان اللقاح مأمون، ولكنه اختياري .. وكلمة \" اختياري\" ادخلت الناس في بحر من التردد والشك، فاحدنا يقول طالما قالت الوزارة أنه اختياري، وأنه لابد من موافقة الشخص أو ولي أمر الطفل على اخذ اللقاح , فإن معنى ذلك أن \" في المسألة - إن \"!! ** أنا في الواقع انقل هنا حالة الانقسام التي سادت المجتمع ، بل لعلي لا أبالغ أن الطائفة الاكثر من الناس مترددة، أو غير مستعدة للاقبال على اللقاح، حتى بعد تطمينات وزارة الصحة السعودية على لسان معالي وزيرها الدكتور عبد الله الربيعة.. فهل قوة الاشاعات الانترنيتية تفوقت على تطمينات وزارة الصحة، وادت إلى هذا الهرج والمرج الذي يدور رحاه الآن وسط الناس ، وفي وقت حرج جدا وحساس للغاية، مع الاسابيع الاولى لعودة المدارس، وقبيل وصول أولى طلائع اللقاحات إلى البلاد؟!!. ** هناك من يتحدث عن مبالغات احاطت بانفلونزا الخنازير من أصلها، وأنها وباء مفتعل ، تم تصنيعه في المعامل ، ثم تم بثه في وسط معين من الأرض، لأسباب غير انسانية بطيبعة الحال، وثمة من يرد الامر إلى أنه \" تجارة قذرة \" من اصلها ، بهدف ترويج مئات الملايين من اللقاحات ، لانقاذ اقتصاديات دول معينة وشركات سيئة السمعة حول العالم ، على حساب بلدان غنية او فقيرة من دول الأرض ، التي لا تعرف تصنع الدواء ولا اللقاحات ، ولم تقف بدقة على الآثار الجانبية للتطعيمات التي تصنع خلف أبواب موصدة، لأهداف لم يتم الكشف عنها بشفافية ، أو على الاقل تدور حولها شائعات كثيرة ، ولغط قوي!!. ** نحن الآن في \"برّ الأمان\" طالما أن اللقاح المثير للجدل لم يتم تداوله، وطالما أن وباء انفلونزا الخنازير من اصله , لم يرعب الدول المتقدمة كما ارعبنا ، وان معدل اصاباته ووفياته ضمن المعدل العالمي لاي وباء .. فلماذا نقحم انفسنا في متاهة لانعرف غورها ، ولماذا نتورط في مسألة لا نعرف اصلها وفصلها ؟!! ** وحتى لو كان اللقاح مضموناً مئة بالمئة، فإن تعاطيه يجب أن يكون بحذر شديد ، وفي أضيق الحالات ، وفي الوسط البيئي الذي يكون عرضة لانتشار الوباء ، بشكل شمولي ومؤكد .. فما رأي وزارة الصحة؟.