حذر اختصاصي الأمراض المعدية والوبائية الدكتور حاتم الهاني من «خطورة تجاهل لقاح أنفلونزا الخنازير»، المزمع تلقيح طلاب المدارس به اليوم، فيما توقع في تصريح ل«الحياة» أن «عدم التجاوب مع وزارة الصحة في تناول اللقاح، وبخاصة في حال تفشي الوباء، يهدد بإصابة نحو 30 في المئة من السكان، بحسب التقديرات الدولية». وقال إن «نسبة الإصابة ب«الأنفلونزا العادية» تبلغ 15 في المئة بين السكان، إلا انه في حال تحولها إلى وباء، ترتفع الإصابة إلى الثلث»، مضيفاً انه «لا يمكن الجزم بنسبة الإصابة في السعودية، لغياب الاحصاءات، ويمكن استشراف التقديرات الدولية وتطبيقها محلياً». وقابل مواطنون دعوات وزارة الصحة بأخذ اللقاح ب»الرفض»، وبخاصة مع «شيوع أخبار عن أضراره الجانبية»، إلا أن الهاني أوضح في رده على القلق السائد بين الناس أن «اللقاح يعد السبيل الوحيد أمام المواطنين والمقيمين، في مواجهة مرض الأنفلونزا، إلى جانب أخذ الاحتياطات اللازمة من نظافة وغيرها»، مُحذراً في الوقت ذاته من «خطورة المرحلة المقبلة، وتحديداً مع دخول فصل الشتاء». وشهد «اللقاح» منذ الإعلان عن عزم وزارة الصحة اللجوء إليه لمكافحة المرض، الذي أتى على حياة أكثر من خمسة آلاف شخص حول العالم، منذ ظهوره، حالاً من الخوف والهلع، بسبب عدم معرفة الآثار الجانبية له، وعزز هذه الحال «خروج عدد من الأطباء، محذرين من خطورة اللقاح على الصحة العامة، بيد أن اختصاصي الأوبئة، اعتبر ذلك من باب «المبالغة»، وقال إن «الطب شأنه شأن أي قطاع آخر، حيث يشهد مبالغين في آرائهم، فيما يتحفظ آخرون، إلا أنهم في نهاية الأمر ينظرون إلى أفضل السبل المتاحة أمامهم»، وقال: «لدينا ثقافة لابد من تجاوزها، تتمثل في الإهمال والتعنت في كل ما يتعلق بالصحة العامة، لكن ما أن يُصاب أحدهم بأي مرض، نجده يلجأ إلى كل ما هو موجود من أدوية، بخلاف السحر والشعوذة»، مشيراً إلى أن «تاريخ الأمراض والأوبئة حافل بحالات الرفض ثم القبول، مثل ما حدث في بريطانيا في العام 1971م، فبعد رفض الناس لقاح السعال الديكي، عادوا إلى تناوله، وكذلك شلل الأطفال والأنفلونزا الآسيوية، التي انتهت كلها إلى قبول الناس بها بعد ثبات فاعليتها». وذكر أن «العالم تجاوز المرحلة الأولى من الوباء، ويتحتم عليه مواجهة المرحلة الثانية، التي يمثل فصل الشتاء موسمها، وبخاصة أن الفيروس ينشط فيه في شكل كبير، إضافة إلى أنها الأكثر فتكاً»، موضحاً «نسعى إلى إعطاء اللقاحات قبل الشتاء، لعدم حدوث أي خطر». وأظهر استفتاء ل»اللجنة الأهلية لمواجهة أنفلونزا الخنازير»، رفض 70 في المئة من المستفتين «أخذ لقاح أنفلونزا الخنازير»، فيما حث اختصاصيون على ضرورة أخذ اللقاح قبل الشتاء، الذي سيشهد انتشاراً أكبر للمرض. وأرجع الهاني رفض المشاركين في الاستفتاء أخذ اللقاح إلى «شيوع كثير من الأخبار حول الأنفلونزا، غير الصحيحة، ما أدى إلى حال من الخوف والهلع، وبخاصة ما ذكر عن تأثيره على الجهاز العصبي»، مؤكداً «نجاح الشائعات في نشر الخوف، والامتناع عن أخذ اللقاح»، مبيناً أن «التطعيم اختياري وليس إجبارياً، كبقية اللقاحات الرئيسة». وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن «مأمونية اللقاح المضاد لمرض أنفلونزا الخنازير»، فيما حجزت نحو 10 ملايين جرعة من اللقاح، وتتجه الوزارة إلى «إعطاء العاملين في القطاع الصحي في موسم الحج، وسكان مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللقاح» كخطوة أولى، وتتمثل الخطوة الأخرى في «استلام الدفعة الثانية المخصصة لطلاب المدارس». وقلل وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة من «شأن اللغط الدائر حول خطر لقاح أنفلونزا الخنازير»، وقال: «يجب ألا نتبع الشائعات، فالوزارة تعتمد الشفافية، وتعلن كل شيء للمواطن»، مشيراً إلى «شراء اللقاح من شركات معتمدة من منظمة الصحة العالمية، وهيئتي الغذاء والدواء الأميركية والأوروبية». وأظهرت مؤشرات رفض أولياء أمور إعطاء أبنائهم لقاح أنفلونزا الخنازير، على إثر لجوء وزارة التربية والتعليم إلى «أخذ الموافقة الخطية من أولياء الأمور، في الأيام الماضية».