تحولت ندوة "ماذا يريد الشباب من الأندية الأدبية، وماذا تريد الأندية الأدبية من الشباب؟"، صباح أمس ضمن فعاليات "ملتقى الشعراء الشباب الأول" بجازان، إلى هجوم شنه الشعراء الشباب على واقع الأندية الأدبية، قوبل بدفاع عدد من رؤسائها. الندوة التي أدارها الإعلامي مفرح شقيقي، شهدت مشاركة واسعة من حضور الملتقى، وتساءل رئيس مجلس إدارة نادي مكةالمكرمة الأدبي الدكتور حامد الربيعي عن سبب عزوف الشباب عن الأندية، مؤكدا أن الأندية تفتح ذراعيها لفئة الشباب. وأضاف الربيعي: نعيش في زمن نحن فيه أحوج إلى الشباب من حاجة الشباب إلى الأندية، التي دائما ما تفتح أبوابها وتعقد الفعاليات لتجذب إليها الشباب، مضيفاً أن الزمن لم يعد يسمح بذلك التواصل الذي كنا عليه. واتهم رئيس مجلس إدارة نادي أبها الدكتور أحمد آل مريع الشباب بتغييب أنفسهم وانطوائهم على ذواتهم وغموضهم الواضح من خلال إبداعهم وتعاطيهم مع الحياة، مشيرا إلى حجم الفجوة بين الشباب والأندية الأدبية، كما استعرض الاستراتيجية الوطنية للشباب وما حملته من جوانب ثقافية وإعلامية مليئة بالفراغ وخاصة ما يتعلق بالجانب الثقافي، وطالب آل مريع بإنشاء وكالة مستقلة لشؤون الشباب تتبع وزارة الثقافة والإعلام. فيما رد الشاعر الشاب عطية الخبراني بقوله: إن أول ما يمكن أن أقوله هو أنه على المؤسسة أن تصلح نفسها من الداخل قبل أن تطالب الشباب بالاقتراب منها، مضيفا: حتى لا نواصل تبادل التهم بيننا، وبذلك سيضيع الحوار بيننا، وتساءل: كيف يمكن أن يقترب الشباب من الأندية وهي بكل هذه القيود والمشكلات؟ فمن اتهام وتشكيك في لائحة الأندية، إلى مشكلات المثقفين التي لا تنتهي، حيث يظل المثقفون في مشكلة قصيرة لأشهر يملأون بها الصفحات والصحف دون جدوى، وهو ما دعا الشباب للانسحاب بهدوء من كل هذا ولسان حالهم يقول "ما لنا ومال القروشة". وقال الشاب عبدالعزيز الريثي: يفترض أن تستحدث الأندية الأدبية برامج خاصة وفاعلة للشباب بعيدة عن المنبر، من خلال ورش عمل أسبوعية بين الشباب والأدباء لتنمية الذهن والفكر وصقل الموهبة واستنطاق الشكل الإبداعي للشباب. وفي المقابل يكون هناك دعم وتشجيع كالمشاركة بالشباب في معارض الكتب والفعاليات الوطنية لأن الذي يحصل اليوم هو تكرار سنوي للأسماء المدعوة، فالوجوه هي الوجوه، فهل يمكن للأدباء أن يتنازلوا؟ فيما تساءل الشاعر الشاب عبدالرحمن عسيري عن موعد تعديل لائحة الأندية الأدبية التي مزقت الأدب وعطلت عجلة الثقافة ومكنت أنصاف المبدعين من الأندية، حسب قوله، وطالب بأن تكسر الأندية الروتين باستضافة أطياف المبدعين في عالمنا العربي، واستغرب من تكرار الأسماء المشاركة في المعارض والمشاركات الثقافية والأدبية واقتصارها على أعضاء محددين في مجالس الإدارات، وبعض الأكاديمين.