دافع رئيس أعضاء مجلس نادي مكة الأدبي الدكتور حامد الربيعي، ورئيس مجلس أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع عن الأندية الأدبية أمام عدد من الشعراء الشباب، معتبرين أن الأندية تفتح ذراعيها لفئة الشباب بشكل خاص وجميع فئات المجتمع بشكل عام، جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات ملتقى الشعراء الشباب الأول الذي ينظمه نادي جازان الأدبي، بعنوان (ماذا يريد الشباب من الأندية الأدبية؟ وماذا تريد الأندية الأدبية من الشباب؟) التي أدارها الإعلامي مفرح شقيقي. وقال الربيعي: إننا نعيش في زمن ما نكون فيه أحوج إلى الشباب من حاجة الشباب إلى الأندية الأدبية، فالأندية الأدبية دائما ما تفتح أبوبها وتنادي بصوتها وتعقد المناسبات والفعاليات لتجذب إليها الشباب، مضيفاً إلى أن الزمن لم يعد يسمح بذلك التواصل الذي كنا عليه مع الأجيال السابقة بين الأندية الأدبية والشباب، مستعرضاً أهم الجهود والبرامج والفعاليات التي نظمها نادي مكة الأدبي في سبيل النهوض بالشباب وإتاحة الفرصة لهم لإبراز مواهبهم وعطاءاتهم الثقافية والأدبية. أحد المداخلين في جلسات الملتقى كما وصف آل مريع، حجم الفجوة بين الشباب والأندية الأدبية، وهو ما دفع بالأديب أحمد آل عمر عسيري إلى طرحه في عام 1411ه وقد أثار العديد من ردود الأفعال في وقتها، وما زال متجدداً إلى اليوم، مستعرضاً الاستراتيجية الوطنية للشباب ومركزاً حديثه عن الجانب الثقافي والإعلامي الذي احتوته الاستراتيجية مبيناً الفراغ الكبير فيها وخاصة فيما يتعلق بالجانب الثقافي، مطالباً بإنشاء و"كالة مستقلة لشؤون الشباب" تتبع لوزارة الثقافة والإعلام، متهماً في الوقت نفسه الشباب بتغيبهم لأنفسهم وانطوائهم على ذواتهم وغموضهم الواضح من خلال إبداعهم وتعاطيهم مع الحياة. ثم فتح باب النقاش حول ما طرح في الندوة وتداخل العديد من المشاركين في الملتقى مع ما قدمه المحاضران، وتركزت مداخلات الشباب حول نظام لائحة الانتخابات، وسبب اقتصار دعوات الملتقيات الثقافية على أعضاء مجالس الإدارات، موضحين أن الأندية الأدبية لم تعد بيئة للمبدعين والأدباء الشباب، حيث طالب بعض الشباب من خلال مداخلاتهم بتغيير التقليدية في الأندية الأدبية، واستخدام أدوات العصر في ظل سطوة مواقع التواصل الاجتماعي التي يستطيع الشباب أن يقولوا فيها ما يشاءون بعيدا عن الرقيب. وقد أعقب ذلك جلسة بعنوان "تجارب شعرية" قدمها كل من الشاعر أحمد الملا، والشاعر أحمد السيد والشاعر علي الحازمي، وأدارها الشاعر علي مغاوي، حيث استعرض الناقد الدكتور محمد حسنين من قسم اللغة العربية بجامعة جازان، رؤيته النقدية الأدبية حول تجربة الشاعر المكرم في الملتقى عبدالرحمن الموكلي، مبيناً أهم العلامات النقدية التي تواجه القارئ والمتابع والمهتم من خلال قراءته النقدية للشاعر. ثم تلا ذلك جلستان شعريتان، قدم من خلالها عدد من الشعراء الشباب المشاركين في الملتقى إبداعاتهم وقصائدهم الشعرية، وهم: الشاعر حسن القرني، وأحمد يعقوب، وإبراهيم مبارك، وإبراهيم حسن، وحسن زربان، وزاهد القرشي، وغيرهم من الشعراء المشاركين في الملتقى. وبهذه المناسبة أوضح المشرف العام على الملتقى ورئيس مجلس نادي جازان الأدبي الثقافي الشاعر الحسن آل خيرات، بأن فعاليات ملتقى الشعراء الشباب الأول تختتم اليوم الثلاثاء بجلسة ختامية تستعرض أبرز ما توصل إليه المشاركون من توصيات والتي من أهمها: تكريس إقامة هذا الملتقى بشكل سنوي، والحرص على تكريم الشخصيات الشعرية التي خدمت هذا الفن طوال مسيرتها الإبداعية، والاهتمام بجانب الشباب المتميزين شعرياً من مختلف مناطق المملكة، وطباعة نصوص الشعراء الشباب المشاركين في ديوان خاص يتولى النادي المنظم طباعته أو بالشراكة مع الأندية الأخرى، مبيناً أن المتلقى حرص بأن تكون توصياته مستوحاة من حلقات النقاش والندوات التي دارت فيه، وحملت هموم جميع الشعراء وتطلعاتهم لإقامة مثل هذه الملتقيات التي تدعم مسيرتهم الإبداعية والشعرية.