في موقف مؤثر، أجهش رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالبكاء عند سماعه الترجمة التركية للرسالة التي كتبها الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إلى ابنته أسماء، التي استُشهدت يوم مجزرة رابعة العدوية (14 أغسطس الجاري) برصاص قناص عندما كانت تقف في وسط الميدان، كما يظهر شريط فيديو يوثق الحادثة. هذا وكان القيادي الإخواني محمد البلتاجي كتب على "فيسبوك"، رسالة يوجهها إلى ابنته التى استشهدت في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية. جاءت في رسالته: "ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة الشهيدة أسماء البلتاجى لا أقول وداعا بل أقول غدا نلتقي، عشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضه لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية، لم تنشغلي بشيء مما ينشغل به من هم في مثل سنك ورغم أنك كنت دائما الأولى في دراستك فما كانت الدراسة التقليدية تشبع تطلعاتك واهتماماتك". وأضاف "لم أرتو من صحبتك في تلك الحياة القصيرة، بخاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة، وفي آخر جلسة جلسناها سويا في ميدان رابعة عاتبتيني قائلة "حتى وأنت معنا مشغول عنا" فقلت لكي "يبدو أن الحياة لن تتسع لنشبع من بعضنا أدعو الله أن يسعدنا بالصحبة في الجنة لنرتوي من بعضنا البعض"، رأيتك قبل استشهادك بيومين في المنام في ثياب زفاف وفي صورة من الجمال والبهاء لا مثيل لها في الدنيا حين رقدت إلى جواري سألتك في صمت هل هذه الليلة موعد زفافك فأجبتيني "في الظهر وليس في المساء سيكون الموعد" حينما أخطرت باستشهادك ظهر الأربعاء فهمت ما عنيتي واستبشرت بقبول الله لشهادتك وزدتيني يقينا أننا على الحق وأن عدونا هو الباطل ذاته". وتابع "آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة وألا أضع قبلة أخيرة على جبينك وألا أشرف بإمامة الصلاة عليك، والله يا حبيبتي ما منعني من ذلك خوف على أجل ولا خوف من سجن ظالم وإنما حرصا على استكمال الرسالة التي قدمت أنت روحك لأجلها وهي استكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها". وأضاف "ارتقت روحك وأنت مرفوعة الرأس مقبلة غير مدبرة صامدة مقاومة للطغاه المجرمين أصابتك رصاصات الغدر والندالة في صدرك، ما أروعها من همة وما أزكاها من نفس، أثق أنك صدقتي الله فصدقك واختارك دوننا لشرف الشهادة". وختم قائلا "لا أقول وداعا بل أقول إلى اللقاء، لقاء قريب على الحوض مع النبي الحبيب وأصحابه، لقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر، لقاء تتحقق فيه أمنيتنا في أن نرتوي من بعضنا ومن أحبابنا ريا لا ظمأ بعدها". فيديو http://www.youtube.com/watch?feature...&v=snhL9Z9E8X8