تساءل البعض أين قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأبناؤهم من الشهداء الذين سقطوا بالمئات في الأحداث الأخيرة في مصر، منذ بدء اعتصامات عودة الشرعية ومرورا بمجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة، وليس انتهاء بالمجزرة الأكبر أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة؟ وتأتي الإجابة على هذا التساؤل عبر النماذج البارزة التي تصدرت أسماء شهداء الشرعية أو ما يطلق عليهم أحيانا شهداء استرجاع ثورة يناير. فالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع الذي اعتقل الثلاثاء فقد ابنه عمار (38 عاما)، وكان يعمل مهندسًا لعلوم الكمبيوتر وترك طفلتين رؤى (خمسة أعوام) ورغد (ثلاثة أعوام). كما فقد القيادي البارز بالجماعة محمد البلتاجي ابنته أسماء التي تعد زهرة أسرته، فهي الابنة الوحيدة لأسرتها وسط إخوة ذكور، وكانت تبلغ من العمر 17 ربيعًا. وكان النموذج الثالث لزهرة أخرى، وهي حبيبة ابنة أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي للرئيس المعزول محمد مرسي وهي صحفية ومراسلة لجريدة الجلف نيوز. مذبحة رابعة في رابعة صعدت روحا أسماء البلتاجي وحبيبة عبد العزيز، أما أسماء فهي طالبة بالمرحلة الثانوية كان ينتظرها مستقبل مملوء بالتفوق مثل أبيها أستاذ الجامعة، وهي كما ذكر والدها في رثائها على فيسبوك، كانت متفوقة دراسيا، ورأها في رؤيا قبل وفاتها بملابس الزفاف وفي أبهى حلة، فكانت الشهادة. أما استشهاد عمار محمد بديع فجاء بمنطقة غمرة، أثناء مشاركته في مظاهرة انطلقت من مسجد السلام بمدينة نصر يوم جمعة الغضب 16 أغسطس/آب، وبعد أن طافت المسيرة مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة، اتجهت إلى ميدان رمسيس، إلا أن قوات الجيش والشرطة وأعدادا من الذين يوصفون بالبلطجية اعترضوا المظاهرة عند ميدان غمرة وأطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، فكان عمار من بين الشهداء. حمل جثمان عمار أصدقاؤه واتجهوا به لمستشفى غمرة العسكري الذي دون وفاته بثلاثة أعيرة نارية، بعدها ذهبوا به إلى مشرحة زينهم لاستكمال إجراءات تصريح الدفن، ليفاجؤوا بأن المشرحة ستدون أن سبب الوفاة الانتحار. ومع إصرار أسرة المرشد العام للإخوان المسلمين على ذكر الحقيقية، خرج التصريح بأن سبب الوفاة طلق ناري. ومن بين الشهداء أيضا، حفيد مؤسس الجماعة حسن البنا، ويدعى خالد فرناس عبد الباسط الذي استشهد أيضا الجمعة بميدان رمسيس، وهو نفس الميدان الذي شهد مقتل جده قبل أكثر من ستين عاما. قائمة طويلة قائمة الشهداء من أبناء قيادات الإخوان قد لا يصلح معها هذا التقرير المقتضب، ولكن في إشارة سريعة، فإن طالب الجامعة أحمد الذي يبلغ من العمر 19 عاما نال الشهادة في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وهو نجل الدكتور ضياء فرحات مسؤول قسم البر بجماعة الإخوان المسلمين. وكذلك حسن البنا الطالب بالمعهد العالي للهندسة الذي كان ينتظر التخرج هذا العام، نال الشهادة في رابعة العدوية أيضا، وهو نجل عيد حسن أحد قيادات الإخوان المسلمين بمحافظة الجيزة. وكما تروي أسرة حسن البنا للجزيرة نت فإن قضيتها الكبرى الآن العثور على جثمانه، حيث أنهم بحثوا عنه في جميع الأماكن المعروفة بوجود جثامين الشهداء دون جدوى، ومما يزيد من حيرة الأسرة أن رفقاءه الذين أبلغوا أسرته بوفاته، هم من حملوه إلى المستشفى الميداني برابعة العدوية، وأنهم لم يغادروا المستشفى إلا بعد تأكدهم من مفارقته الحياة.