أوصى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قطاع توطين الوظائف في السعودية ببذل أكبر جهد ممكن لتوظيف أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل السعودية. هذه كانت آخر وصية للأمير الراحل نقلها عنه المهندس عادل فقيه وزير العمل خلال لقائه الفقيد الثلاثاء الماضي في جنيف. ووفقاً لتقريرٍ نشرته "الاقتصادية"، روى وزير العمل تفاصيل اللقاء الذي دار بينه وبين ولي العهد يرحمه الله، فقال: ''إن الفقيد أوصاني ببذل أكبر قدر ممكن من الجهد لتطبيق برامج السعودة وتوظيف أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل السعودية". وأضاف الوزير أن المغفور له بإذن الله هنأه على ما حققته الوزارة من خلال طرحها لبرامج حيوية أسهمت وستسهم في التوظيف وتحقيق نسب السعودة، ومن ذلك برامج نطاقات، طاقات، ولقاءات، وجميعها تصب في مصلحة توظيف السعوديين. وزاد بقوله: ''إن الفقيد كان حريصا أيضا على أن يتعرف على أحوال أبناء وبنات الوطن، والفرص الوظيفية والخطط المستقبلية لاستيعابهم في أعمال تحفظ لهم كرامتهم وتوفر لهم طيب العيش والمقام في وطنهم''. وقال المهندس عادل فقيه إن الأمير نايف سأله في بداية لقائه به عن شركات الاستقدام، وما سيعود على المواطن السعودي من وجودها، ومدى تيسيرها لأمور الاستقدام والمحافظة على الحقوق لكل الأطراف، ''حيث أجبته يرحمه الله إنه تم الترخيص مبدئيا ل 13 شركة، ثلاث منها حصلت على التراخيص النهائية، فيما باشرت واحدة منها أعمالها خلال الفترة الماضية''، وقال الوزير ''إنني أبلغته رحمه الله أن منظومة شركات الاستقدام اكتملت لتقدم أفضل الخدمات للمواطنين''، ليرد رحمه الله والحديث للوزير فقيه ''راحة المواطن فوق كل شيء". وأكد الوزير أن ''الفقيد كان حريصا خلال لقائه بنا على مواضيع التوطين وما تم تحقيقه على هذا الصعيد، إذ أوصانا والحديث لفقيه بالاستمرار في مواصلة الجهود في السعودة، لا سيما أنه حمل هم هذه القضية أكثر من عقدين، كما أنه رحمه الله لا ينظر لموضوع التوطين بوصفه أمنيا وإنما اجتماعيا وتنمويا.'' وقال المهندس فقيه إن المملكة فقدت رجلاً من أغلى الرجال، رجلاً تجسدت فيه سمات الشخصية القيادية المهمومة بأمن الإنسان السعودي داخل حدود الوطن وخارجه. وزاد الوزير ''لقد احتضن الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله- بقلبه الكبير آلام وآمال كل مواطن سعودي، بل وكل مقيم على هذه الأرض الطاهرة، فأغدق عليهم من المحبة والإخاء وتوج عمله بالشهامة والنخوة، فليرحمك الله رحمة واسعة بقدر صالح أعمالك، وحب شعب المملكة لك.'' ومضى الوزير بالقول: ''لقد كان يرحمه الله، وهو في لحظات مرضه، أشد إلحاحاً على ما يحقق الراحة للمواطن والبيت السعودي.. فهنيئاً له حب هذا الشعب ودعائه الخالص من قلوب عامرة بالوفاء.''