منذ سنوات طويلة والفلكيون وعلماء الفيزياء يسعون لمحاولة فهم ما الذي يحدث للمادة ومنها الإنسان إلى باطن الثقب الأسود ، وكانت الأفكار مبنية على الخيال العلمي أكثر من التجارب أو التي تعتمد على أسس علمية جادة لان معرفتنا عن الثقوب الكونية السوداء كانت محدودة للغاية ، وربما كان أفضل من وضع تصورات أكثر منطقية لحقيقة باطن الثقوب السوداء هو الفيزيائي الشهير"ستيفن هوكنغ" الذي نشر مؤلفات عدة بسط فيها الظروف الداخلية لطبيعة الثقب الأسود وكيفية ابتلاعه للأشعة الكونية والمادة الكونية والظروف الفيزيائية التي تمر بها داخل الثقوب الكونية السوداء. ونتيجة لهذه التصورات الغريبة فقد تسابق منتجو أفلام الخيال العلمي من اجل وضع السيناريوهات المثيرة التي تبين التغيرات الفيزيائية لشبان داخل مركبة فضائية اقتربت من ثقب اسود عملاق وكيف ابتلعهم وتغير الأبعاد الأربعة منها البعد ألزماني وما يرافقها من تغيرات كونية عجيبة. لكن العالمين الأمريكيين "اندرو هاملتون" و"غافين بوليموس" لاحظا أن أفلام الخيال العلمي التي تتناول موضوع الثقوب السوداء كثيرا ما تخالف الحقيقة وأنها لا تعتمد الأسس العلمية الفيزيائية الحديثة المعروفة عن الثقوب السوداء ، وذلك بعد محاكاتهم لمادة الثقوب السوداء باستخدام جهاز حاسوب دقيق تمت برمجته بالمعلومات الفيزيائية الحديثة عن هذه الأجرام السماوية ، وتم افتراض دخول رائد الفضاء إلى مجال الثقب الأسود الذي ابتلعه ، فماذا كانت النتيجة؟ توصل العالمان إلى الظروف الفيزيائية في الثقوب الكونية السوداء ابسط بكثير مما نتوقع ، بل أنها ابسط الأجرام السماوية في الكون ، وحتى من شمسنا ، لكننا نراها معقدة كوننا نستخدم في فهمها فيزياء معقدة. بينت هذه الدراسات أن الإنسان الذي يدخل الثقب الأسود يتعرض لقوة جذب هائلة من جميع الجهات أي تشد جسمه من اليمين واليسار والى الأسفل والى الأعلى بحيث يصبح أطول وتتمدد أطرافه ومن ثم يتمزق بشكل كامل ، كما أن الرؤية لا تنعدم كما هي التوقعات القديمة بل إن الرؤية تبقى موجودة لكنها تصبح مشوشة وغير واضحة ، وهذه لها معاني فيزيائية مهمة للغاية. كما بينت هذه المحاكاة أن زمن الإنسان الذي يدخل الثقب الأسود سوف يتوقف تماما أي سيصبح زمنه صفرا ومن ثم ينعدم المستقبل ويبقى الحاضر فقط أي لن يمر على الإنسان داخل الثقب الأسود أي زمن ومن ثم سيعيش ملايين السنين إذا ما قسناه من الأرض لكنه إذا كان يحمل ساعة ويقيس مرور الزمن هناك فسيجد أن ملايين السنين بالنسبة له لا توازي ثانية واحدة من زماننا،، يذكر أن الثقوب الكونية السوداء عبارة عن نجوم عملاقة انفجرت في نهاية عمرها ثم انكمشت على نفسها بقوة لدرجة أن مادتها تحولت إلى انويه ذرات فقط ، وهي تجذب كل ما يقترب منها سواء النجوم أو المادة بين النجوم أو الأشعة الكونية ولا تستطيع الإفلات منها إلى الأبد ، لذلك يتوقع البعض أنها باردة ومظلمة لكن الدراسات الحديثة أثبتت أنها عكس ذلك تماما.