قام العالمان الأمريكيان، آندرو هاميلتون وغافن بوليموس، بتصميم برنامج، قاما من خلاله برحلة افتراضية داخل الثقوب السوداء التي يعج بها الكون، وذلك كما ورد على موقع هاميلتون الإلكتروني. وفي أبحاثهما حول الرحلة الفضائية الافتراضية، كشف العالمان عن أن الكثير من التصورات التي يحملها الناس وأفلام الخيال العلمي ليست دقيقة على أقل تقدير، بحسب هاميلتون. فباستخدام برنامج كمبيوتري ومعادلات معقدة، ترتبط بنظرية ألبرت آينشتاين عن النسبية العامة، تمكن العالمان من وضع تصور عما يمكن لإنسان أن يراه داخل ثقب أسود، رغم أنه بحاجة إلى ثلاثة عيون لتحقيق الرؤية الشاملة وليس فقط لعينين اثنتين. وحول الثقوب السوداء، قال هاملتون: "إن الثقوب السوداء من أبسط الأمور في الكون، لكننا نفكر بها باعتبارها أموراً معقدة لأنها توصف بحسب مفاهيم رياضية معقدة."وتوضيحا لطبيعة الثقوب السوداء، يوضح هاميلتون أنها "بسيطة غاية البساطة، فهي أبسط من بكثير من الشمس، وأبسط كذلك من النجوم، بل وأبسط حتى من البشر أنفسهم." وأثبتت الرحلة الافتراضية، أن الذي يدخل في أحد تلك الثقوب، يتعرض لقوة جاذبية كبيرة جداً تشده إلى الأعلى وإلى الأسفل، ومن اليمين إلى اليسار وبالعكس، بحيث أنها قد تغير من طول الشخص وحجمه كي يصبح أطول وتتمدد أطرافه، هذا إن لم يتمزق بالكامل. وعلى عكس ما يشاع، كما بين هاميلتون، فإن الرؤية في واحدة من الثقوب لا تكون منعدمة بل مشوشة للغاية، بحيث يحتاج المرء إلى ثلاث عيون كي يتمكن من الرؤية بداخلها بوضوح، ويحدد المسافات فيها فعلياً. وتتركز رؤية الكون من حول الشخص الذي يدخل في ثقب أسود، بشريط حوله نظراً للسرعة الهائلة التي يتداخل فيها عنصرا الزمان والمساحة. ويشبه هاميلتون الثقب الأسود وكأنه أحد شلالات الماء، التي نراها في الطبيعة، ولكن بدلا من أن يسقط الماء في الشلال فإن الفضاء المحيط به هو الذي يتداعى، ومن هنا تأتي فكرة امتصاص الثقوب السوداء للأشياء من حولها. يذكر أن الثقوب السوداء عبارة عن أجرام في الكون، تتشكل بعد انهيار النجوم الهائلة الحجم وتصبح الجاذبية قها هائلة، بحيث أنها تمتص كل ما حولها، بما في ذلك الضوء. ويعتقد البعض أن الثقب الأسود معتم، ربما بسبب الاسم، ولكنه في الواقع ليس كذلك فهذا الاعتقاد عبارة عن خطأ شائع.