دعا وزراء الخارجية الاوروبيون امس اثناء اجتماع في سوبوت (بولندا) الى محاولة الحد من الاضرار التي يمكن ان تنجم عن طلب الاعتراف بدولة فلسطينية اثناء الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في ختام المناقشات ان هدف الاتحاد الاوروبي هو "تفادي ما يمكن ان يكون فشلا للجميع في الجمعية العامة". وامام المازق الذي وصلت اليه المحادثات مع اسرائيل، يطالب الفلسطينيون بدولة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، اي اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي يريدونها عاصمة لدولتهم. لكن بحسب جوبيه، فان تبني غالبية واسعة في الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يعترف فورا بدولة فلسطينية سيكون فشلا لاسرائيل التي "ستجد نفسها حكما معزولة". وسيكون "فشلا للفلسطينيين"، كما اضاف في اشارة الى "التهديدات بقطع التمويل" التي يواجهونها. ورفعت اسرائيل لواء التهديد باجراءات ثارية. ستكون اميركا معزولة، و دول الاتحاد الاوروبي سيتعرضون لخطر الانقسام"، بحسب الوزير الفرنسي. وهددت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) امام الاجراء الفلسطيني في مجلس الامن الدولي، وللاوروبيين مواقف مختلفة حول المسالة. وبحسب دبلوماسي اوروبي، فان وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ ابلغ نظراءه في سوبوت ان بلاده لن تصوت "على اي قرار في الاممالمتحدة ايا كان". وتعارض هولندا وكذلك المانيا مناورات "احادية"، في حين قالت اسبانيا انها تدعم الاجراء الفلسطيني. غيدو فسترفيلي اضاف "المقصود الان هو عملية ذكية لاستطلاع الاراء ومحاولة التاثير على مختلف اطراف عملية السلام في الشرق الاوسط". وذهب وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندليغر الى حد اقتراح امكانية ان يقدم الاتحاد الاوروبي قراره الخاص الى الجمعية العامة للامم المتحدة، موضحا ان ذلك ليس سوى "خيار". في النهاية، سيتعين رؤية ما "سوف يطلبه الفلسطينيون في الواقع"، كما قال. وبدلا من المطالبة باعتراف من مجلس الامن الدولي، يمكنهم بذلك الاكتفاء بطلب وضع اخر. واضاف "سيتعين توضيح ذلك معهم مسبقا". بين الخيارات المطروحة "الحل السويسري"، كما اقر عدد من الوزراء. فالاتحاد السويسري وقبل ان يصبح عضوا كامل العضوية، كان اولا دولة تتمتع بصفة مراقب. وهذه الصيغة ستسمح للفلسيطينيين --اذا حصلوا على موافقة ثلثي الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة-- ان يصبحوا عضوا كامل العضوية في كل وكالات الاممالمتحدة مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسكو او اليونيسف.