خففت الجماعات المعارضة في البحرين من شروطها لاجراء محادثات بهدف انهاء أزمة استدرجت جيوش دول الخليج المجاورة وزادت من التوتر في المنطقة. وناشدت جماعات بقيادة جمعية الوفاق الوطني الاسلامية أكبر حزب معارضة شيعي في البحرين في بيان يوم السبت قوات الامن الافراج عن كل المحتجزين وانهاء حملتهم وطلب من قوات الخليج مغادرة البلاد حتى تبدأ المحادثات. وطالبت المعارضة في البيان "تهيئة الاجواء الصحية والسليمة للبدء في الحوار السياسي بين المعارضة والحكم على أسس يمكنها من وضع بلادنا على سكة الدول التي تسير على خطى الديمقراطية الحقيقية وابعادها عن الانزلاق نحو الهاوية." وتراجعت جمعية الوفاق عن شروط أكثر طموحا حددتها الاسبوع الماضي لاجراء محادثات مقررة بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة لا يهيمن عليها أفراد الاسرة الحاكمة واقامة مجلس خاص منتخب لاعادة صياغة دستور البحرين. ومن شأن الشروط الجديدة - التي تشمل أيضا انهاء الخطاب الطائفي وسحب القوات التي كانت تطوق مستشفى كبيرا في الايام القليلة الماضية - اعادة العملية السياسية الى الوضع الذي كانت عليه قبل بدء الانتفاضة قبل شهر. وتدخلت قوات الشرطة والجيش البحرينية يوم الاربعاء لانهاء أسابيع من الاحتجاجات التي يمثل الشيعة أغلب من يقومون بها والتي دفعت الملك الشيخ حمد بن عيسي ال خليفة الى اعلان الاحكام العرفية وسمح لقوات من دول الخليج المجاورة بدخول البلاد. وتسببت الضراوة التي تعاملت بها القوات البحرينية والتي انتشرت في أنحاء البحرين وفرضت حظرا للتجول وحظرا على كل التجمعات والمسيرات العامة في ذهول السكان الشيعة الذين يمثلون الاغلبية في البلاد وأثارت غضب ايران. وشكت ايران لدى الاممالمتحدة وطلبت من دول مجاورة أخرى الانضمام اليها في حث المملكة العربية السعودية على سحب قواتها. ويوم الاحد هو أول يوم عمل بعد أسبوع من اغلاق المدارس والجامعات لمنع انتشار الاشتباكات الطائفية التي أصبحت أحداثا شبه يومية. وفي محاولة لاعادة الاوضاع الى طبيعتها قلص الحكام العسكريون في البحرين من مدة سريان حظر التجول أربع ساعات أمس من الفترة التي كانت تمتد 12 ساعة في مناطق كبيرة من المنامة. وأصبح حظر التجول الان ساريا من الساعة الثامنة ليلا الى الساعة الرابعة صباحا. وحثت البحرين الموظفين العاملين في القطاع العام وكلا من المدارس العامة والخاصة والجامعات على العودة الى العمل والدراسة بعد أيام من اغلاق المدارس والجامعات ومختلف المصالح أبوابها. وكان التلفزيون الحكومي يهدف أيضا الى أن يظهر لمشاهديه أن البلاد عادت لطبيعتها فعرض المسلسلات التلفزيونية والافلام الوثائقية ولقطات لاجانب يعبرون عن ارتياحهم لاستعادة الشعور بالامن في البحرين. وبدأ بعض المراكز التجارية الكبيرة اعادة فتح أبوابها بعد أيام من الاغلاق وقلت أعداد نقاط التفتيش في الشوارع لكن طائرات هليكوبتر ما زالت تحلق فوق المناطق الشيعية. لكن الانقسامات أصبحت أكبر من أي وقت مضى منذ الاجراءات القمعية. وسيشيع البحرينيون يوم الاحد ثالث محتج قتل خلال الحملة القمعية خلال الايام القليلة الماضية. وأبدى المشيعون في جنازتين في الاسبوع الماضي تحديهم للنظام. ورددوا هتافات طالبوا فيها بسقوط الملك حمد وتجمع الالاف لدى دفن فني الكمبيوتر أحمد عبد الله حسن في حي الديه الذي تسكنه أغلبية شيعية يوم السبت. وقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأربعة محتجين في الحملة الامنية التي تمت يوم الاربعاء وألقت الشرطة القبض على تسعة على الاقل من نشطاء المعارضة منهم اثنان من الاطباء المعارضين. وقال أحد زملاء نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان ان قوات الامن البحرينية احتجزته يوم الاحد لكن معلومات نشرت على موقع تويتر أظهرت أنه ربما يكون قد افرج عنه بعد استجوابه.