كشف شاب سعودي أخطاء فادحة في نسخة مصحف صادر عن دار الفرقان سوريا, ومصرح بتداوله وبيعه في المكتبات من الجهات المختصة بالسعودية, حيث وجد تداخلات في السور, وتكرار سورة أكثر من مرة, وسورة موجودة في فهرس المصحف, وغير موجودة بالداخل على الإطلاق. وأظهرت النسخة أن المصحف تمت مراجعته من عدد من العلماء الأفاضل, وقام بتدقيقه فضيلة الشيخ محمد البشير الرز, وتمت الموافقة على تداوله وطبعه من قبل سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد كفتارو, وصدرت موافقة مدير إدارة الافتاء العام والتدريس الديني في سوريا, ومنحت الإذن بطباعته, وموافقة من مديرية الرقابة بوزارة الإعلام في سوريا, وإدارة البحوث الاسلامية والنشر في الأزهر, ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية برقم 1009/ 5 وتاريخ 7-10-1398ه, ووزارة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية برقم 3892/ 11-5-9-1979".
القصة يرويها الشاب منصور بن بجران بن منصور السبيعي الذي يعاني من إعاقة بسبب حادث مروري وقع له منذ عامين ويتحرك عن طريق كرسي متحرك, حيث قال ل"سبق" إنه طلب من والده مصحفاً كبير الحجم في الأسبوع الأول من رمضان, وحاملاً للمصحف, لأنه لا يستطع تحريك يديه, فقام والده بالذهاب إلى مكتبة مشهورة بشارع الأربعين "عمر بن عبدالعزيز" بحي الملز وسط العاصمة الرياض, واشترى له نسخة من كتاب الله, كي يقرأ بكتاب الله في هذا الشهر الفضيل.
ويضيف منصور السبيعي: عندما بدأت في قراءة المصحف ووصلت إلى سورة "الفرقان" وانتهيت منها وبدأت في سورة "الشعراء" التي تبدأ من ص 376 حتى وصلت إلى ص371 من المصحف والآية (111) لم أجد في الصفحة المقابلة استكمالاً لسورة الشعراء التي عدد آياتها (227), ووجدت في الصفحة المقابلة سورة "النور" وأنها بدأت من الآية (44), ولم يتم استكمال بقية سورة "الشعراء" ولا بداية سورة "النور" من أولها. ويستطرد قائلاً: انتهت سورة "النور" بالآية (64) في ص(359) لتبدأ سورة (الفرقان) من ص(359) لتنتهي في ص(366), وتبدأ سورة "الشعراء" مرة ثانية -مكررة- من (366) حتى ص (371) والآية (111) من سورة الشعراء, ولم يتم إكمال آيات السورة، نهايتها (227) آية, ويبدأ في سورة "القصص" من الآية (22) وتستكمل حتى نهايتها بالآية (88) لتبدأ سورة "العنكبوت" من ص(396) فسورة الشعراء مكررة مرتين وناقص عدد آياتها في المرتين, وسورة "الفرقان" مكررة مرتين, وسورة النور ناقصة (43) آية, وسورة القصص ناقصة (21) آية من الآية رقم (1) إلى الآية رقم (22), بل إن سورة "النمل" موجودة في فهرس نسخة المصحف وغير موجودة بالداخل على الإطلاق.
وقال منصور السبيعي: بعد أن اكتشفت هذا التداخل في السور, والآيات الناقصة من السور وتكرار بعض السور وعدم وجود سورة "النمل" جاء والدي فأخبرته أن المصحف الذي قام بشرائه من المكتبة المشهورة ناقص في عدد السور وبه أخطاء فادحة, فلم يصدق, وقمنا بإحضار نسخة من المصحف من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة, وبدأنا مراجعة صفحة صفحة وآية آية, فوجدنا فعلاً تداخلاً في السور في المصحف طباعة سوريا ونقص في الآيات, وعدم وجود السور. وقال والد منصور ل"سبق" إنه ذهل من هول المفاجأة فكل شيء يمكن أن يحدث فيه خطأ إلا كتاب الله المعصوم, وخاصة أنه معتمد من دار الإفتاء في سوريا ومن مجمع الشؤون الإسلامية في مصر, ومن إدارة البحوث في المملكة ووزارة الأوقاف وشؤون المقدسات في الأردن, ومصرح من هذه الجهات العلمية الشرعية. وأضاف قائلاً إنه قام بشراء النسخة بمبلغ 45 ريالاً, لأنه كان يريد نسخة مصحف كبيرة لظروف ابنه الذي يتحرك بكرسي متحرك ولا يستطع تحريك يديه ولا رجليه ولا أي من أجزاء جسمه, لإصابته في حادث مروري قبل عامين, مضيفاً أنه فجع بهذه الأخطاء الكبيرة في كتاب الله, ولابد أن تتحرك الجهات المختصة بسحب هذه النسخ من المصحف, فكم وصلت من نسخ بها أخطاء من هذه الطباعة إلى أيدي الكثيرين من المسلمين, وكم نسخ وضعت منها في مساجد وأماكن للتلاوة والحفظ ولم تكتشف.
ويطالب العميد بشرطة الرياض شبيب منصور السبيعي عم منصور بسرعة تحرك الجهات المختصة لوقف هذه النسخ من كتاب الله من التداول, مشيراً إلى أن النسخ المعتمدة والمدققة الصادرة من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف هي التي نعتمد تداولها. وأضاف: ذهلت من هذه الأخطاء الفادحة, مطالباً إدارة البحوث العلمية والإفتاء ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الإعلام بالتحرك لمنع هذه النسخ التي بها أخطاء فادحة من التداول وإرشاد المواطنين والمقيمين عن هذه النسخ التي بها أخطاء, وجمعها من السوق ومن المكتبات, واتخاذ الإجراءات النظامية ضد الدار التي قامت بطباعتها. "سبق" تحتفظ بنسخة المصحف التي بها الأخطاء الفادحة من نقص في السور أو تكرار أو عدم وجود سور بها, وتدعو الله عز وجل في هذه الأيام المباركة للشاب منصور بن بجران السبيعي والذي يعاني من شلل أفقده الحركة في الأطراف وأقعده على كرسي متحرك أن يمن الله عليه بالشفاء العاجل, نظير اكتشافه لهذا الخطأ في المصحف الشريف, والذي قال: "لا أريد من إخواني المسلمين إلا الدعاء لي بالشفاء العاجل في هذه الأيام المباركة".