يضرب المواطن محمد حسن عسيري، ولخمس مرات في اليوم، مثلاً للشباب في الصبر والاحتساب، حيث يخرج من منزله قبل كل فرض من الفروض الخمسة بنصف ساعة، كي يلحق الصلاة في وقتها بالمسجد الذي يبعد أكثر من 300 متر عن منزله، حيث إنه لا يستطيع المشي بدون العكازة الرباعية بعد أن أصيب في حادث قبل نحو 17 عاماً. يقول عسيري (63 عاماً)، وهو من سكان مركز بحر أبوسكينة التابع لمحافظة محايل عسير، ل"سبق": "قضيت سنوات في خدمة وطني بأحد القطاعات العسكرية قبل إحالتي إلى التقاعد لبلوغي السن النظامية, وسكنت وأسرتي في منزلي الذي انتهيت من بنائه قبل إحالتي للتقاعد, إلا أن الله قدَّر علي بأن أصاب في حادث، حيث اصطدمت سيارتي بجمل سائب عام 1416ه". وأضاف: "تعرضت لعدة إصابات منها كسر في الرقبة وضربة في الرأس أثرت على الحركة وعلى النطق, ولازمت الفراش على إثر ذلك سنوات طويلة، وكان أملي الوحيد في تلك السنوات أن يمكنني الله سبحانه وتعالى من السير مرة أخرى والصلاة في المسجد القريب من منزلي, وبعد مراجعات مستمرة للمستشفيات، استطعت أن أمشي بصعوبة بواسطة العكازة الرباعية والصلاة في المسجد، فتحقق لي الحلم رغم المعاناة اليومية، واحتسب ذلك عند الله". العم محمد، الذي يصل للمسجد بصعوبة بالغة -حيث يخرج من منزله قبل الأذان بنصف ساعة في لهيب الصيف، وفي برودة الشتاء- يبدي أمله في أن يجد من يساعده على العلاج، وكذلك يتمنى من المسؤولين بوزارة الشؤون الاجتماعية أو من المحسنين أن يوفروا له كرسياً كهربائياً يعينه على التنقل والذهاب للصلاة في وقتها.