تصاعدت نداءات مستفيدو ومستفيدات ، برنامج إعانة العاطلين عن العمل "حافز" ، للمسؤولين في البرنامج ، للتراجع عن قرار الإلزام بالدخول الأسبوعي ، لتحديث البيانات الذي ورد في اللائحة التنفيذية وبدأ تطبيقه أمس ، مشيرين في اتصالات هاتفية مع "سبق" إلى أن الأمر تحوّل من البحث عن إعانة إلى معاناة كبيرة واشكاليات ، تمثلت في استعراض البيانات وخصوصيات الأسر خاصة النساء ، أمام عمالة مقاهي الانترنت ، أو التوسل للمعارف والأصدقاء للدخول نيابة عن المستفيدين ، أملاً في عدم الحسم من إعانة الألفي ريال!. وجاءت النداءات ، بعد تأكيد البرنامج ، تعامله الجدي مع الشرط الجديد ، ابتداء من أمس الثلاثاء ، وتلويحه بتخفيض إعانة غير المُحدثين لبياناتهم بمقدار 200 ريال بصورة دائمة في كل مرة ، حيث أكد مستفيون ومستفيدات صعوبة الالتزام بهذا الأمر خاصة لسكان القرى النائية ، وذوي الدخل المحدود.
المستفيدة "ه ، ف" قالت ل"سبق" : "والله تعرضت لاحراجات بالتوسل للمعارف من أجل الدخول على ملفي وتحديث بياناتي ، وسيستمر الإحراج بشكل أسبوعي ، فلا يوجد لدي خدمة انترنت ولا جهاز كمبيوتر ، والدي بالكاد يصرف علينا ، والدي رجل طاعن في السن ومن الصعوبة أن يذهب لمقاهي الانترنت ، لذا لجأت للمعارف وواجهت الاحراجات املاً في استمرار الإعانة".
ويقول المواطن عواض الشهري ل"سبق": شاهدت بعيني كبار سن يصطفون أمام مقهى للانترنت في محافظة المجاردة ، لتحديث بيانات بناتهم المستفيدات ، وخصصت المقاهي مبلغاً يتراوح بين 15 إلى 25 ريالً لتحديث بيانات كل مستفيد.
وأكمل الشهري حديثه قائلاً: "مايحدث معاناة يصعب وصفها ، كبار سن يصطفون أمام المحلات و يستعرضون بيانات بناتهم أمام العمالة ويخسرون جزء من الإعانة لهذه الإجراءات الاسبوعية أملاً في عدم انقطاعها".
وأردف بالقول " استعراض البيانات بهذه الطريقة ، له سلبيات عديدة منها كشف خصوصيات الأسر وأرقام الفتيات ، إضافة لإمكانية استغلال هذه المعلومات من قبل ضعاف النفوس خاصة الأجانب العاملين في مقاهي الانترنت ما يترتب عليها أموراً تهدد الأسر".
من جانبه قال المواطن حسين البارقي: "الكثير من المناطق الجنوبية لا تتوفر في قراها النائية خدمات انترنت ، فماذا يعمل المستفيدون من حافز في هذه القرى؟".
ويشاركه المواطن ياسر العتيبي قائلاً " لابد من إعادة النظر في هذا الشرط الإلزامي ، كون الاستثناء ضروري في هذا الشرط ، خاصة للأسر الفقيرة وسكان القرى النائية ، لأنهم يبحثون عن الإعانة لتحسين الدخل وحاجتهم لها ، ولذلك من الصعب أن تجد لدى هذه الأسر أجهزة كمبيوتر وخدمات انترنت".
ويضيف "سكان القرى النائية أصبحوا مخيرين بين معاناة السفر للمدن والبحث عن مقاهي الانترنت ، أو استجداء المعارف والأقارب لتحديث بيانات المستفيدين ، وفي كلا الآمرين أصبحت الأسر مجبرة على استعراض بياناتها الخاصة من اجل إعانة الألفي ريال".
المواطنون طالبوا المسؤولين عن برنامج حافز بإعادة النظر في قرار إلزامية الدخول على الموقع واستبدالها بطريقة أخرى عن طريق رسائل الجوال أو الاتصال على سبيل المثال , مؤكدين انه وكما هو معروف ليست جميع القرى تتوفر فيها خدمات انترنت وليس كل المواطنين لديهم هذه الخدمات.
وكان البرنامج قد وجه رسالة للمستفيدين قال فيها أمس :"كمستفيد من حافز, هناك بعض الالتزامات التي يتوجب عليك التقيد بها لاستمرارية حصولك على الإعانة المالية"، مضيفاً أنّ الهدف من هذه الالتزامات هو ضمان استفادتك من الدورات التدريبية القيّمة وخدمات التوظيف التي يوفرها لك برنامج حافز. وشدد البرنامج على التقيّد بالتزاماته المستمرة والتي من بينها, "تسجيل الدخول الأسبوعي إلى موقع حافز مرة كل 7 أيام على الأقل, والتي من أجلها يفهم المستفيد إجراءات وضوابط حافز ويبقى على اطلاع بآخر تحديثات البرنامج".
وأضاف أن الإبقاء على البيانات مُحدثة بشكلٍ مستمر وإشعار البرنامج بأي تغيير عليها يُساعد على استيفاء المستفيد لضوابط الاستحقاق ولا يُعرّضه للعقوبة. وأكد أنه لاستمرارية الصرف دون تخفيض ينبغي أن يلتزم المستفيد من إكمال البرامج التدريبية المُقدمة له, وكذلك حضور المقابلات الشخصية التي يُنظمها البرنامج.