منذ الوهلة الأولى من برنامج حافز لإعانة العاطلين عن العمل وقد انتاب شريحة كبيرة من الشباب والشابات استياء شديد لافتقاده الكثير من الشمولية التي تلبي احتياجاتهم وما فتِئت نفوسهم تشرئب لنيل حضوة الإستفادة من الإعانة وقد حرمتهم شروط جائرة وغير منضبطة . وإلّا كيف يُحدد ضابط الاستحقاق بأن لا يزيد سن المتقدم عن 35 عاماً ألم يَدُر في خلد أرباب هذا الشرط المجحف الذي نسف أحقية من بلغ السادسة والثلاثون إلى الأربعين أن كثيراً منهم قد طال انتظارهم وهم في جهازية للعمل ولم يتسنى لهم ذلك إلى أن بلغوا سن الكهولة فما ذنبهم ؟! ولا أدري ما المعيار الذي استندوا عليه في وضع هذا الضابط سوى التنظير الذي يسلك خطاً متوازياً لا يلتقي مع الواقع . ثم أتحفنا حافز بشرط من حزمة شروط لضمان استمرارية الإعانة وهو تحديث المستفيد بياناته بشكل دوري ومنتظم عن طريق الموقع الالكتروني أقله مرة كل أسبوع أو تخصم مئتي ريال من الإعانة . ولعلي أتساءل هنا ألا يمكن التحقق من هذا الشرط خلال شبكات المعلومات الموحدة التي تجمع كافة أجهزة الدولة بدلاً من هذا الإذلال الغير مبرر وهل الشاب البسيط الذي يقطن في قرية أو محافظة نائية لديه المقدرة لامتلاك جهازاً مكتبياً أو محمولاً ؟! فما الداعي لإلزام الشباب للتجمهر أمام مقاهي الإنترنت لدى العمالة ليقوم بإجراء يُفترض أن يكون واضحاً جلياً لدى إدارات تعنى بشؤون المواطن والتي يتوجب عليها مواكبة عصر التقنية والتطور بدلاً من هذا الواقع المرير الذي يشعرنا وكأننا في زمن الحمام الزاجل أو ساعي البريد . ولا يزال مواطنون كثر نسمع عنهم وتحدثت عنهم وسائل إعلام متنوعة قد وقعوا في شِباك الحرمان من الإعانة رغم تسجيلهم للدخول في الأيام المقررة مصطدمين بتوقف عملية التحديث أو صعوبة الدخول على البيانات في الموقع . ثم بعد ذلك لا تنتهي المعاناة حتى بعد أن يحظى الشاب بالإعانة فيضع كلتا يديه على قلبه لئلا يفاجأ بانقطاعها دون سابق إنذار أو لشبهة لم يتم التحقق منها . وأخيراً ألف شكرٍ لحافز الذي أظهر لنا الحد الأدنى لعدد العاطلين عن العمل ويبقى الحال على ما هو عليه نسمع جعجعة ولا نرى طحناً. عادل عابد الحمدي [email protected]