قاطع قادة الجيش التركي احتفال رئاسة البلاد بيوم الجمهورية، مساء أمس الجمعة، الذي حضرته للمرة الأولى زوجة الرئيس عبد الله جول، المحجبة. وكان الرئيس جول في السابق يقيم احتفالين منفصلين باليوم الوطني، تشارك زوجته في أحدهما، تفاديا لإحراج قيادات الجيش العلمانية. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن العسكر أقاموا احتفالاً منفصلاً بيوم الجمهورية، في دلالة على الانقسام بين الحرس القديم من حماة العلمانية، والقوة الصاعدة للإسلاميين بقيادة الرئيس جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوجان. ونقلت إحدى وسائل الإعلام عن أردوجان قوله: "كان يتعين على العسكر أن يأتوا إلى هنا، فمكان الاحتفال اليوم هو القصر الجمهوري". ويوم الجمهورية هو ذكرى إقامة الجمهورية التركية العلمانية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بواسطة مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك. وكان جول فاز بالرئاسة عام 2007 رغم محاولات العسكر منع توليه، وانتقل هو وزوجته المحجبة خير النسا إلى مقر الرئاسة في أنقرة. وقال مراسل (bbc) في تركيا: إن تحدي الرئيس التركي، بإقامة حفل واحد فيه زوجته المحجبة هذا العام، يعكس الثقة المتنامية لدى الحكومة في قدرتها على رفض القيود المفروضة على الحجاب. وكانت المحكمة التركية العليا قد حذرت في وقت سابق من هذا الشهر من أن التساهل المتزايد على تلك القيود، وخصوصاً في الجامعات، ينتهك الدستور التركي العلماني. يشار إلى أن حدة التوتر بين المؤسسة القومية العلمانية من جهة، وحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، من جهة أخرى، قد زادت خلال الأشهر الأخيرة. وقد زاد من وتيرة هذا التوتر التحقيقات التي أجريت في محاولة الانقلاب المزعومة التي اتهم بالضلوع فيها عدد من كبار ضباط القوات المسلحة التركية الحاليين والسابقين. وعلق أحد كتاب الأعمدة في صحيفة تركية على موقف العسكر باعتباره تمرداً على الرئاسة لكنه لم يعد مؤثراً كما كان من قبل. وقال جنكيز قندار في صحيفة راديكال عن موقف العسكر بمقاطعة احتفال الرئاسة: "هذا غير لائق. لو في أي وقت مضى، ربما العام الماضي، كان ذلك سيؤدي إلى توتر سياسي. لكن هذا العام ليس الأمر كذلك. إنهم أصبحوا مثار سخرية". وأضاف: "إن موقف العسكر من الاحتفال يشير إلى أنهم يتراجعون بينما تركيا تتقدم".