طالب عبد الرحيم الناشري المعتقل في سجن جوانتانامو النيابة العامة البولندية بفتح تحقيق حول تعرضه لعمليات تعذيب في سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي ايه" في بولندا. وهي المرة الأولى التي يطالب فيها أحد معتقلي جوانتانامو بفتح تحقيق داخل الأراضي البولندية عن مراكز محتملة للسي آي ايه في هذا البلد، بحسب ما أعلن محاميه. وقال المحامي ميكولاي بيترزاك لوكالة فرانس برس إن "الناشري يدعو القضاء إلى الفصل في تعرض حقوقه للانتهاك ولاحتجازه بشكل غير قانوني في بولندا ولإدخاله وإخراجه من بولندا بشكل سري وخصوصا لتعرضه للتعذيب في الأراضي البولندية بشكل وحشي جدا". وأضاف "من الضروري معرفة هوية الفاعلين ومعاقبتهم".وأضاف المحامي: "نطالب النيابة العامة بتوسيع نطاق تحقيقاتها لتشمل الجرائم التي ارتكبت مباشرة بحق الناشري". وتابع المحامي: "نطالب بالتحقيق مع الشهود الذين يمكن أن يفيدوا عن مكان المعسكر (المفترض أن يكون تابعا للسي اي ايه) وكيف كان يعمل. إن هؤلاء الشهود يتبوؤون مراكز عالية في السلطة في بولندا، كما أن هناك شهودا آخرين في البلاد وفي الخارج". ويعتبر الناشري المشتبه به الأول في الاعتداء الذي استهدف المدمرة الأمريكية يو اس اس كول عام 2000 قبالة الشواطئ اليمنية. وينفي الناشري أن يكون شارك في الهجوم على كول قائلاً إنه ليس عضواً في تنظيم القاعدة، وفقاً لنص الاستجواب. غير أنّ الناشري قال إنّه يعرف الأشخاص الذين قاموا بتفجير المدمرة الأمريكية لأنّه على علاقة مهنية بهم في ميدان الصيد البحري. ولا تزال السلطات البولندية تنفي بشدة ما أعلنه مجلس أوروبا والعديد من وسائل الإعلام، الأمريكية منها خصوصا عن قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية باحتجاز عناصر من القاعدة في الأراضي البولندية. وتحقق النيابة العامة البولندية في هذه المسألة منذ أغسطس 2008. وكانت منظمة بولندية غير حكومية أعلنت في نهاية يوليو الماضي أنها حصلت على معلومات رسمية تفيد بأن سبع طائرات لها علاقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحطت خلال العامين 2002 و2003 في مطار سزيماني في شمال شرق بولندا وأن خمساً من هذه الطائرات كانت تنقل ركاباً. وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة البولندية أن "خمساً من الطائرات السبع التي تحطت في بولندا كانت تنقل ركاباً في حين أنها عندما أقلعت لم تكن تقل سوى أفراد الطاقم. ووصلت آخر هذه الطائرات إلى سزيماني من دون ركاب وأقلعت وهي تقل خمسة أشخاص" إضافة إلى أفراد الطاقم. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في يونيو 2008 عن شهود أن خالد الشيخ محمد المتهم بالتخطيط لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 استجوب وتعرض للتعذيب في قاعة سزيماني. وفي يونيو 2007 أصدر المقرر الخاص لمجلس أوروبا السناتور السويسري ديك مارتي تقريراً أفاد بوجود "ما يكفي من العناصر للتأكيد أن مراكز اعتقال سرية تعمل بامرة السي اي ايه وجدت فعلاً في أوروبا بين العامين 2003 و2005 وخصوصاً في بولندا ورومانيا".