مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في العاصمة النمساوية فيينا، دعا حزب الحرية، أكبر الأحزاب اليمينية في النمسا إلى إجراء استفتاء حول إقامة منارات ومآذن المساجد، وارتداء الحجاب والنقاب الإسلامي. ويقول محللون إن الجدل حول هذا الموضوع سيلعب دوراً كبيراً في تقرير نتائج الانتخابات المحلية في العاصمة، المقررة في العاشر من أكتوبر المقبل. يشار إلى أن منطقة فيينا تعد من المعاقل الرئيسية للحزب الديمقراطي الاشتراكي، وهو حزب محافظ. ويسعى حزب الحرية من هذا الاستفتاء غير الملزم، المفترض أن يصدر من البرلمان، إلى الضغط على الحكومة والتأثير في قراراتها وسياساتها. وتعتبر هذه الدعوة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني لاستفتاء كهذا في النمسا منذ الحرب العالمية الثانية، رغم أن بعض الأقاليم أجرت استفتاءات شبيهة. ويبلغ عدد الناخبين في منطقة فيينا، التي تعتبر القلب السياسي والمالي للنمسا، قرابة 1,2 مليون ناخب. وكان حزب الحرية قد حصد نحو 17,5 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة التي جرت في البلاد منذ عامين. ويقول الحزب إن الاستفتاء الذي يقترحه يرتكز على سؤال النمساويين إذا ما كانوا يوافقون على أن تلتزم الجالية المسلمة بأولوية القوانين النمساوية على الشريعة الإسلامية. أما السؤال الثاني فيتعلق بسؤال النمساويين إذا ما كانوا يوافقون على حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، والحظر الكامل على النقاب بأنواعه. يذكر أن شوكة اليمين اشتدت في الآونة الأخيرة في عدد من البلدان الأوروبية، حيث ضاعف حزب خيرت فيلدر المناهض للإسلام من عدد مقاعده النيابية في البرلمان الهولندي في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي. كما سبق أن صوت الناخبون السويسريون لصالح حظر بناء منارات ومآذن المساجد في استفتاء أجري في نوفمبر من العام الماضي، وهو ما لاقى انتقادات دولية شديدة.