على رغم ندرة «المحجبات» في بلجيكا، فإن بروكسل ستصبح في تموز (يوليو) المقبل أول دولة أوروبية تحظر ارتداء «البرقع» وما يتفرع عنه من نقاب وحجاب وغيرهما من الأزياء التي ترتديها المسلمات. وقالت النائبة البرلمانية المحافظة لين ديريك إن مشروع قانون في هذا الشأن تبنته بالإجماع لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان سيصبح قانوناً ملزماً بحلول يوليو، وسيشمل الحظر جميع الأماكن العامة بما في ذلك الشوارع. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أن ادعاءات بأن الرموز الظاهرة الدالة على الإسلام تنخر الهوية الوطنية، وتضاف إليها شكاوى من أن المهاجرين المسلمين يستأثرون بفرص العمل وسط أسوأ ركود اقتصادي منذ عقود، تزيد التوتر حيال دور المسلمين في مجتمعات الدول الأوروبية الكبيرة والصغيرة على حد سواء. وتأتي الخطوة البلجيكية في أعقاب استفتاء في سويسرا أسفر عن منع بناء المآذن في دور عبادة المسلمين، وعقب إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل أشهر أنه يحبّذ حظر ارتداء النقاب. وأثارت موافقات على بناء مساجد احتجاجات عنيفة في السويد وفرنسا وإيطاليا والنمسا واليونان وألمانيا وسلوفينيا. وبفضل الحملات على المهاجرين، والمسلمين خصوصاً، نجح حزب «المصلحة الفلمشية» الهامشي الصغير في الحصول على 17 مقعداً من مقاعد البرلمان البلجيكي البالغ عددها 150 مقعداً. وبفضل حملاته الصاخبة والجريئة ضد الإسلام والمسلمين في هولندا، تشير توقعات إلى أن حزب الحرية المناهض للإسلام بزعامة جيارت ويلدر سيزيد حضوره النيابي في انتخابات حزيران (يونيو) المقبل من 9 مقاعد إلى نحو 25 مقعداً. وعلى رغم مخاوف اليمين الأوروبي من أن تتحول قارتهم إلى «أوروبا عربية»، فإن إحصاءات العام 2009 تؤكد أن المسلمين أقلية في كل بلدان القارة، إذ لا تزيد نسبتهم على 7.5 في المئة (5 ملايين نسمة) من عدد السكان، و6 في المئة في هولندا، و5 في المئة في ألمانيا، و3 في المئة في بلجيكا، و2.7 في المئة في بريطانيا.