أثار قرار سلسلة المطاعم "كويك" فتح مطاعم تمد الزبائن المسلمين ببرغر لحم حلال في فرنسا، جدلاً في الأوساط السياسية، فيما رفعت مدينة "روبيه" شمال فرنسا دعوة ضد سلسلة المطاعم بتهمة "التمييز" بين الزبائن. وتتميز مدينة "روبيه" التي تقع في شمال فرنسا بكثرة الجالية المسلمة وهو أمر لم يثر أي مشكلة حتى اليوم، غير أن قرار سلسلة مطاعم " كويك" للأكل السريع ببيع اللحم الحلال في أحد محالها أثار الكثير من الجدل ودفع بالمسؤول الأول عن المدينة إلى رفع دعوى قضائية ضد السلسلة على اعتبار أن ما قامت به يدخل في إطار التمييز في بلد علماني. واستند محامي مدينة "روبيه" " فران بورتن " على قيام " كويك" بعرضها التجاري على اعتبارات دينية وهو ما يتناقض مع مبدأ العيش معاً في المجتمع الفرنسي الذي هو إحدى ركائز الجمهورية العلمانية، وقال إن عرض سلع حلال فقط لا يسمح للمستهلك بالاختيار وهو ما لا يوجد في محالها المتبقية والتي يبلغ عددها 342 مطعماً . المحامي تساءل عن كيفية اختيار السلسلة لثمانية محال من بين محالها لبيع لحم حلال عدا كونها استندت إلى دواع دينية، مؤكداً في الوقت ذاته أن مدينة " روبيه" سترفع شكوى إلى الهيئة العليا لمكافحة التمييز ومن أجل العدالة . مسؤولو سلسلة " كويك" أكدوا أنهم سيواصلون التجربة للتمكن من معرفة مدى نجاحها، خاصة أن سوق الحلال في فرنسا تشهد تطوراً ملحوظاً وتقدر عائداتها المالية حسب مكتب الاستشارات " سوليس" ب 5.5 مليار يورو سنة 2010 . تعمل سلسلة "كويك" الآن على معرفة كيف يتعامل الزبائن مع عروضها التجارية بوصفها تطبق المنطق التجاري الذي قد لا يقبله بعض المسؤولين السياسيين، فقد أكد "لوك شاتل" الناطق باسم الحكومة الفرنسية عن امتعاضه من هذا السلوك التجاري دون أن يربطه بالتمييز الديني، ولكنه أعاب عليه أنه لا يترك الخيار للزبائن غير المسلمين وهو غير مقبول حسب اعتقاده. من جهتها اعتبرت "مارين لوبين" من الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" أن هذا العرض التجاري غير مقبول، فيما ندد موقع إلكتروني خاص بالزبائن المسلمين بما أسماه التمييز ضد الجالية المسلمة، وتساءل هل سيثير الموضوع كل هذه الضجة في حال قررت " كويك" عرض أطعمة مكسيكية أو صينية فقط ، مؤكداً أن ذلك لن يثير أي مشكلة أو ضجة. وتأتي هذه الضجة الإعلامية في خضم التحضير للانتخابات المحلية المقررة الشهر المقبل وفي ظل النقاش الوطني المفتوح حول الهوية الوطنية في فرنسا الذي أثار بدوره جدلاً حاداً حتى في أوساط اليمين الحاكم فيما اعتبرته المعارضة الفرنسية مناورات سياسية.