أثارت سلسلة مطاعم للأغذية السريعة "كويك" موجة انتقادات لدى الساسة الفرنسيين بعد قرارها حصر ما تقدمه من طعام باللحم المذبوح وفق الشريعة الإسلامية (حلال) في 8 فروع تحظى بإقبال كبير من الزبائن المسلمين. وقالت زعيمة يمينية متطرفة أن شركة "كويك" بقرارها هذا تفرض ضريبة إسلامية (جزية) على عملائها غير المسلمين الذين يأكلون ضمن فروعها ال 350 الأخرى ، في حين هدد رئيس البلدية اشتراكي برفع دعوى بحجة "التمييز" ضد عملاء المطاعم الذين لا يرغبون في تناول طعام مذبوح وفق الشريعة الإسلامية. وتأتي هذه الضجة ضد الإسلام قبيل الانتخابات الإقليمية الشهر المقبل رغم أن سلسلة "كويك" بدأت في تنفيذ قرارها ضمن ما تسميه "اختبارا تسويقيا لمدة 6 أشهر " منذ أواخر نوفمبر 2009.وتقول الإحصاءات أن حجم سوق الأطعمة "الحلال" في السوق الفرنسية يبلغ 5.5 مليار يورو (7.46 مليار دولار) وأنه يتزايد بقوة وفقا لمسح في ديسمبر 2009، حيث يتزايد الطلب عليه بين الشبان المسلمين. وبدأ الهجوم على سلسلة المطاعم الأحد 14 فبراير 2010 على لسان مارين لوبان ، نائبة رئيس حزب الجبهة الوطنية (اليميني المتطرف) قائلة أن عملاء المطعم في مختلف فروعة "مجبرون بسبب اللحم الحلال على دفع الجزية للمنظمات الإسلامية" التي تشرف على التأكد من إنتاج الطعام بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، قبل تقديمها في فروعه الثمانية "الإسلامية"، حيث أن تلك المنظمات تأخذ أجرتها على عملها مما دفعه جميع الزبائن لا زوار الفروع الثمانية فقط. في حين هدد العمدة الاشتراكي رينيه فان درندوك والذي يشرف على بلدة "روبيه" التي تقع قرب مدينة "ليل" وتحوي أعدادا كبيرة من المسلمين برفع دعوة قانونية ضد شركة "كويك" كما طالب النائب المحافظ في البرلمان لينول لوكا بمقاطعة فرع "كويك" في روبيه ضمن معركة لاستعادة "حرية الاختيار". أما وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير فقال في حديث لصحيفة لوفيجارو "أن إزالة كافة لحوم الخنزير من مطعم مفتوح للجمهور، أمر يندرج حسب ظني تحت مسمى الطائفية وهو ما يتعارض مع مبادئ وروح الجمهورية الفرنسية". وفي تصعيد لهجومها قالت لوبان الاربعاء 17 فبراير 2010 أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يؤيد "الأسلمة القسرية لفرنسا" لأن بنكا حكوميا فرنسيا يملك 99.63 % من رأس مال سلسلة "كويك". وتأتي هذه الاحتجاجات رغم أن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة "ماكدونالدز" التي تملك نحو 1150 فرعا في فرنسا، لا تقدم اللحم الحلال، كما أكدت سلسلة "كنتاكي فرايد تشيكن" أنها لا تفعل ذلك. من جهته رأى عباس بن دالي المدير في شركة باريس للبحوث التسويقية " سوليس "، أن قرار سلسلة "كويك" جاء لمواجهة المنافسة المتزايدة من المطاعم الصغيرة التي تقدم الطعام الحلال لخمسة ملايين مسلم يشكلون نحو ثمانية في المئة من إجمالي عدد السكان في فرنسا. وأضاف "الشركات الكبيرة أصبحت واعية أن المستهلكين المسلمين يمثلون جزءا هاما من السوق" موضحا أن العديد من شركات المواد الغذائية وسلاسل محلات السوبر ماركت أضافت بل وتسعى لتوسيع المنتجات الحلال فيها. وفقا لدراسة أعدتها "سوليس"، ينفق المسلمون حوالي 4.5 مليار يورو على الطعام الحلال إضافة إلى مليار يورو على الوجبات السريعة يتوقع إنفاقها هذا العام. وقال "القطاع حلال، هو عامل نمو حقيقي في هذه السنة المالية المتأزمة"، حيث تقود زيادة الطلب الأجيال المسلمة التي ولدت في أعوام 1980 وحتى 1990.