كشفت المعاينة الأولية أن حريقاً محدوداً في سلم خشبي بسبب "دفاية"، كان وراء مصرع الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية، وأخته وخادمته في مسكنه بمدينة نصر في العاصمة المصرية القاهرة. وقالت صحيفة "الدستور" القاهرية على موقعها: تبيّن من المعاينة الأولية أن الحريق نشب في الطابق الثالث من مركز الطب النفسي الذي يمتلكه الدكتور إبراهيم الفقي ويقيم به، وامتد لباقي أدوار العقار، وأسفر الحريق عن وفاة الدكتور الفقي "62 عاماً" وشقيقته فوقية محمد الفقي "72 عاماً" ومربية الأطفال نوال "72 عاماً" التي كانت تقيم معهما. تم نقل الجثث إلى المستشفى وأكد شهود العيان من جيران المجني عليهم أنهم شاهدوا ألسنة النيران تندلع من الدور الثالث في منزل الدكتور الفقي، ثم امتدت النيران إلى باقي العقار، فأبلغوا على الفور الشرطة والمطافئ.
تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي، وانتقل إلى مكان الواقعة لعمل التحريات اللازمة ومعرفة سبب الحريق الذي أشارت المعاينة الأولية إلى أنه يرجح أن يكون بسبب حريق محدود نشب في سلم خشبي داخل المنزل نتيجة تطاير شرر من مدفأة، بسبب تماس كهربائي.
مشادة بين أسرة الفقي وضباط المباحث
وقد نشبت مشادات بين ضباط المباحث بمديرية أمن القاهرة وبين أسرة الدكتور الفقي، وذلك بعد رفض مدير أعماله نقل الجثث إلى المشرحة، مؤكداً أنهم توفوا بطريقة طبيعية نتيجة الاختناق من الدخان، ولا توجد شبهة جنائية في الواقعة، الأمر الذي يمنع نقلهم إلى المشرحة.
محامي الفقي: حاولت إنقاذه ولم أستطع
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن إيهاب أحمد عباس "47 سنة"، محامي الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية، أنه توجه إلى مسكن الفقي بشارع مكرم عبيد، قبل صلاة الجمعة بقصد الجلوس معه قليلاً، إلا أنه فور وصوله العقار لاحظ تصاعد أدخنة من داخله، فأسرع بالدخول وصعد للطابق الثاني فوجد النيران أتت على جزء كبير منه، وتصاعدت ألسنة النيران للطابق الثالث، وأثناء ذلك وجد شقيقة الفقي "فوقية" والخادمة الخاصة "نوال" ملقاتين على الأرض وتبين له وفاتهما، فأسرع بالصعود للطابق الثالث للبحث عن الدكتور إبراهيم الفقي، فوجده مصاباً باختناقات نتيجة الحريق، فحاول إنقاذه.
وأوضح المحامي في أقواله أمام رجال مباحث قسم أول مدينة نصر، أنه أسرع لجلب المياه من الأسفل لإطفاء النيران وإخراج الدكتور، إلا أنه فور صعوده اكتشف وفاته مختنقاً بدخان الحريق، ولم يتمكن من السيطرة على النيران التي أتت على معظم محتويات العقار، وأسرع بالخروج من العقار وأبلغ رجال الحماية المدنية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الدكتور الفقي، أنه كان يستعد للسفر خلال الأيام المقبلة، إلى كندا للاطمئنان على ابنته المريضة، إذ كانت زوجته توجهت إلى كندا منذ 3 أسابيع للبقاء بجوار ابنتها المريضة وشقيقتها التوأم.
وأضافت المصادر أن الدكتور إبراهيم الفقي، انتقل إلى المكان الذي لقي مصرعه فيه منذ قرابة عام، والمبنى عبارة عن فيلا مكونة من 3 طوابق، في شارع عبد الله بن طاهر المتفرع من شارع أبو داود الظاهري، يتضمن الطابق الأول مكاتب إدارية، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن قاعتين يلقي فيهما الدكتور إبراهيم محاضراته في مجال التنمية البشرية، أما الطابق الثالث فهو المسكن الذي يعيش فيه الدكتور إبراهيم مع زوجته وأحفاده عندما يأتون لزيارة مصر.
وألمحت المصادر إلى أنها لا تثق في رواية أن وراء الحريق الذي أدى إلى مصرع الدكتور الفقي وشقيقته والخادمة، تماس كهربائي، مشيرة إلى أن هناك خلافات نشبت منذ أيام بين العاملين في منزل الدكتور الفقي، ما دفعه لطردهم من العمل لديه، وأنهم توعدوا بالانتقام منه.
وأشار اللواء أحمد الأتربي مدير أعمال الدكتور إبراهيم الفقي، إلى أن النيران لم تأت على الضحايا، موضحاً أنهم توفوا نتيجة الدخان الكثيف الذي ملأ العقار، وذلك بسبب كبر سنهم جميعاً، فلم يتحملوا الأدخنة وتوفوا إثر اختناقهم بالدخان.
ترك آخر وصية له على "تويتر"
وقال موقع "بوابة الأهرام": إن آخر ما تركه الدكتور الفقي، كان وصية على موقع العلاقات الاجتماعية "تويتر" قال فيها: "ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم".
وأضاف الموقع: كانت هذه الكلمات بمثابة الوصية الأخيرة التي كتبها الراحل الدكتور إبراهيم الفقي على حسابه الخاص بموقع "تويتر" قبل ساعات قليلة من رحيله، حتى إنه أوصى أصدقاءه بإعادة نشرها مرة أخرى، وكأنه كان يعرف مصيره الذي ينتظره فأراد أن يحمل رسالة إلى الجميع يدعوهم من خلالها إلى التمسك بالطموحات أياً كانت صعوبة تحقيقها.