لقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية المصري، ورئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية، الدكتور إبراهيم الفقي، وشقيقته، وكذلك الخادمة، مصرعهم مختنقين؛ إثر اندلاع حريق هائل في الشقة التي يقيم فيها في عقار بضاحية مدينة نصر. ونشب الحريق في مركز الدكتور إبراهيم الفقي (62 عاماً) للطب النفسي في الطابق الثالث، وامتد لباقي العقار الذي يمتلكه الفقي ويقيم فيه؛ ما أدى إلى وفاته وشقيقته فوقية محمد الفقي (71 سنة) ومربية الأطفال التي كانت تقيم معهم وتدعى نوال (سبعون سنة)، وتم انتشال الجثث الثلاث. ومن جانبه، أكد محامي الدكتور إبراهيم الفقي، إيهاب أحمد عباس (47 سنة)، أنه توجه إلى مسكن الفقي في شارع مكرم عبيد قبل صلاة الجمعة أمس، بقصد الجلوس معه قليلاً، إلا أنه فور وصوله العقار شاهد تصاعد أدخنة من داخله، فأسرع بالدخول، وتبين له أن تماساً كهربائياً تسبب في اندلاع حريق في العقار. وأضاف عباس أنه صعد للطابق الثاني فوجد أن النيران أتت على جزء كبير منه، وتصاعدت ألسنة النيران للطابق الثالث، وأثناء ذلك وجد شقيقة الفقي فوقية (71 سنة) والخادمة الخاصة “نوال” على الأرض، وتبين له وفاتهما، فأسرع بالصعود للطابق الثالث للبحث عن الدكتور إبراهيم الفقي، فوجده مصاباً باختناقات نتيجة الحريق، فحاول إنقاذه. وأوضح المحامي في أقواله أمام رجال مباحث قسم أول مدينة نصر، أنه أسرع لجلب المياه من الأسفل لإطفاء النيران وإخراج الدكتور، إلا أنه فور صعوده اكتشف وفاته مختنقاً بدخان الحريق، ولم يتمكن من السيطرة على النيران التي أتت على معظم محتويات العقار، وأسرع بالخروج منه، وأبلغ رجال الحماية المدنية. فيما قالت مصادر مقربة من الدكتور إبراهيم إنه كان يستعد للسفر خلال الأيام المقبلة إلى كندا؛ للاطمئنان على ابنته المريضة، حيث كانت زوجته توجهت إلى كندا منذ ثلاثة أسابيع للبقاء بجوار ابنتها المريضة وشقيقتها التوأم. وأضافت المصادر أن الدكتور إبراهيم الفقي انتقل إلى المكان الذي لقي مصرعه فيه منذ قرابة العام، والمبنى عبارة عن فيلا مكونة من ثلاثة طوابق، يتضمن الطابق الأول مكاتب إدارية، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن قاعتين يلقي فيهما الدكتور إبراهيم محاضراته في مجال التنمية البشرية، أما الطابق الثالث فهو المسكن الذي يعيش فيه الدكتور إبراهيم مع زوجته وأحفاده عندما يأتون لزيارة مصر. وألمحت المصادر إلى أنها لا تثق في رواية أن وراء الحريق الذي أدّى إلى مصرع الدكتور الفقي وشقيقته والخادمة، تماساً كهربائياً، مشيرة إلى أن هناك خلافات نشبت منذ أيام بين العاملين في منزل الدكتور الفقي؛ ما دفعه لطردهم من العمل لديه، وأنهم توعدوا بالانتقام منه. من جانبه، أشار مدير أعمال الدكتور إبراهيم الفقي، اللواء أحمد الأتربي، إلى أن النيران لم تأتِ على الضحايا، موضحاً أنهم توفوا نتيجة الدخان الكثيف الذي ملأ العقار؛ وذلك بسبب كبر سنهم جميعاً، فلم يتحملوا الأدخنة وتوفوا إثر اختناقهم بالدخان. وأفادت التحريات أن الحريق اندلع في الطابق الثاني؛ نتيجة تماس كهربائي في المدفئة، وهو ما تسبب في الحريق، فيما انتقل إلى محل الواقعة فريق من النيابة العامة، الذي أمر بانتداب المعمل الجنائي للوقوف على أسباب الحريق، واستمع إلى أقوال شهود العيان في الواقعة. ومازال فريق النيابة يعاين مسرح الواقعة؛ لبيان ما إذا كانت هناك شبهة جنائية في الحريق من عدمه، وجارٍ استخراج جثث الضحايا من العقار، تمهيداً لدفنهم عقب تصريح من النيابة العامة. بروفايل بدأ الفقي حياته في الخارج بغسل الصحون في الفنادق الكبرى، واضعاً نصب عينيه أن يصبح مديراً لأحد هذه الفنادق في يوم من الأيام، فقرر الدراسة والحصول على دبلوم في إدارة الفنادق صباحاً، والعمل ليلاً، حتى أصبح بالفعل مديراً لهذا الفندق وعدة فنادق أخرى. الفقي كان رئيساً لمجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية، ومؤسساً ورئيساً لمجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، وأمضى السنوات الأخيرة من حياته بين القاهرة ومونتريال في كندا مع زوجته ”آمال” وابنتيهما التوأم ”نانسي” و”نرمين”. والفقي تحول من التفوق الرياضي، حيث كان بطل مصر السابق في تنس الطاولة، كما مثّل مصر في بطولة العالم في ألمانياالغربية عام 1969، إلى التفوق العلمي والعملي، وحصل على مرتبة الشرف الأولى في الإدارة والمبيعات والتسويق من المؤسسة الأمريكية للفنادق، وشغل منصب المدير العام لعدة فنادق كبرى في مونتريال في كندا. كما حصل على 23 دبلوماً، وثلاثة من أعلى التخصصات في الإدارة والمبيعات والتسويق والتنمية البشرية وعلم النفس، ودرب أكثر من 600 ألف شخص في دول العالم المختلفة، عن طريق محاضراته التي ألقاها بثلاث لغات، وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية. ومن أهم كتب الفقي، قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية، البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود، المفاتيح العشرة للنجاح، قوة التحكم في الذات، سيطر على حياتك، سحر القيادة، الطريق إلى النجاح، وأيقظ قدراتك واصنع مستقبلك.