قال باحثون: إنه من الممكن التنبؤ بثوران بعض البراكين الكبيرة قبل حدوثها بعشرات السنين، فبعد تحليل البلورات الصخرية المستخرجة من جزيرة سانتوريني اليونانية باستخدام أجهزة حديثة، وُجد أن التراكم السريع للمواد المنصهرة تحت الأرض يدل على إمكانية حدوث ثوران. وأشار علماء إلى أن ثوران أكبر البراكين في التاريخ حدث بعد تكوّن بنية من الرواسب الصخرية على شكل فوهة بركان ضخمة. وهذه البراكين قد تبقى خامدة لمئات الآلاف من السنين.
ورغم أن الكثير من الباحثين يعتقدون أن بيانات وقياسات الهزات الأرضية قد تعطي مؤشراً على احتمال حدوث ثوران بركان خلال أشهر، فإن الدراسة الجديدة تعتقد أن التنبؤ بالثوران قد يكون ممكناً قبل ذلك بفترة أطول.
وقال تيم درويت الباحث البارز في جامعة بليز باسكال الفرنسية: "عندما تثور البراكين، فإنها تبدأ بإرسال حمم بركانية ورواسب صخرية إلى سطح الأرض، كما تعطي إشارات معينة".
ويضيف البروفيسور تيم: "السؤال الذي نحاول الإجابة عنه هو ماذا يحدث داخل باطن الأرض قبل حدوث الثورانات الكبيرة؟
وجدنا أن هناك زيادة في الرواسب الصخرية تستغرق عشرات السنين، والمدهش أنها جاءت بعد فترة خمود استمرت لآلاف السنوات قبل ذلك".
وتوصل باحثون، من فرنسا وسويسرا وسنغافورة، إلى هذه النتائج باستخدام أجهزة حديثة استُخدمت لتحليل بلورات صخرية من جزيرة سانتونيري اليونانية.
ويضيف البروفيسور تيم درويت: "وجدنا أن البلورات في الرواسب الصخرية تزداد خلال عقود قبل اندلاع الثوران البركاني".
وقد يكون من المهم التنبؤ بثوران البراكين الكبيرة قبل موعدها بسنوات أفضل من معرفة ذلك قبل شهور فقط.
وفي تعليقه على هذا البحث قال البروفيسور ديفيد بايل الباحث في شؤون البراكين بجامعة أكسفورد البريطانية: "الاكتشاف الأخير الذي تم في جزيرة سانتونيري يسلط الضوء من جديد على معرفة ما الذي أدى إلى وقوع ثورانات بركانية نادرة سببت كوارث في العصر البرونزي الذي يحدث تقريباً كل عشرين ألف سنة".
والتحدي الذي يواجه الباحثين حالياً هو معرفة أسباب الانصهارات المعدنية ومن أين جاءت، بالإضافة إلى التعرف على العلامات والمؤشرات التي تسبق حدوث ثوران.