دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين للابتعاد عن خصلة التشفي والانتقام, وقال: "إن الله تعالى وضع الأجر الكبير لمن يكظم الغيظ", مضيفاً في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، أن الإحسان إلى النفس في بذل الخير وطلب الطاعة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، والإنفاق في الرخاء والشدة والاعتقاد بعطاء الله له، متأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم بأن يشمله دعاء الملائكة له في الإنفاق على الخير . وأضاف فضيلته أن الناس الذين يبتعدون عن خصلة التشفي والانتقام، فإن الله تعالى وضع الأجر الكبير لمن يكظم الغيظ، فأجره في الدنيا كبير وفي الآخرة أكبر؛ لأن الإنسان إذا أمسك زمام نفسه بمقابلة الإساءة بالإحسان وعدم التعرض للمسيء؛ فهذه هي القوة التي صورها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". وأضاف فضيلته بأن ذلك ما أعظمه من قوة وأفضل من ذلك أن يتخذه اللبيب شعاراً وعدّة يعتد بها في الحياة، وخير للنفس لمن زلت به القدم أن يذكر عظمة ربه بما أعطاه وبما تفضل عليه . ودعا "خياط" المسلمين بأن ينهجوا هذا المنهج وأن يمسكوا أنفسهم عن الغضب وأن يستعيذوا بالله من الشيطان ولا يطلقوا العنان لغضبهم؛ فيحثهم على المعاصي التي حرمها الله. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن صفات المتقين الذين نالوا من درجات ربهم العلا عند ربهم العظيم هي دوام استحضارهم عظمة ربهم وعظيم حقه عليهم الذي جعلهم دائماً يستحون منه ويهيبون ويحبون ويتقون شوقاً للقائه الذي أعقبه بالصدق في طاعته والنفور من معصيته في دار التقوى لقوله: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقوني يا أولي الألباب". وأشار فضيلته إلى أنه لا عجب بأن يكون خير من يتزود بهذا الزاد أفضل الناس بعد النبيين وأجلّهم قدرا وأرفعهم ذكرا وأسعدهم بالريادة بمحبة الله والناس أجمعين .