أثرى الشاعر الكبير العقيد صالح العمري "القانص" الساحة الشعرية بقصيدة وطنية، حث فيها على المحافظة والتمسك بمكتسبات الوطن والمحافظة عليها. وأشار العمري إلى أنه "بتأملنا ما يحدث من حول بلدنا الحبيب يجعلنا نزداد قناعة بأن نتشبث بمكتسباتنا الدينية والوطنية والاقتصادية، وندافع عنها بأرواحنا, فكانت هذه القصيدة التي عانق بها الوطن وقراء "سبق"، وتمنى بأن تبقى بلادنا في عزتها ومنعتها بعيداً عن طمع كل طامع وكيد كل كائد وعمالة كل عميل".
عجينةُ الحبِ في تركيبة البلد سر الأمان الذي يحيا بهِ ولدي لم يتركِ اللهُ هذي الأرضَ مُذْ نبتتْ بها الرسالةُ إلا في حمى الرشدِ الرمل نعرفهُ والريح تعرفنا والطين وحدنا في الروحِ كالجسدِ وللجبال وفاءُ الأسدِ وقفتُها تحميك يا وطن الأمجادِ كي تسدِ وللسماءِ صفاءٌ لا يكدِّرهُ غبار حقدٍ ولا نارٌ من الحسدِ يا ناعقَ البومِ عشْ في الليل مبتعداً عن نورنا إننا نحياه للأبدِ نورُ السماءِ الذي غطى جزيرتنا من عهدِ أحمدَ فضلُ الواحد الأحدِ نحيا الحياةَ التي بالله بهجتها فشكَّلتْ لُحمةً فينا يداً بيدِ هذا أنا وأنا هذا ولست كذا إن كنت تشعل نار الحقد في البلدِ يا ناعق البوم قد تصطاد في عكرٍ من العقول التي صيغت من العُقدِ يا ناعق البوم هذا الصوتُ ننكرهُ لهدم أحلامنا في أعين الرمدِ يا ناعق البومِ إن البدر أكثره ُ نورٌ وأسودهُ جزءٌ فلا تحدِ يا ناعق البوم إن الأرضَ ديدنُها أخطاؤها ما نجا بالذنب من أحدِ لكن نيةَ هذي الأرض طيبةٌ فلا تكن لخُطا الأخطاء في رصدِ! يا ناعق البوم لم تحسب عواقبها ولو حسبت قضيت الليل في سهد! ننام والأمن يغفو في أسرتنا وحول أطفالنا في عيشة الرغدِ فكيف إن طار حلم الأمن وانفجرت مدامع الخوف بالإرغاء والزبدِ! من ثار من حولنا عاث الظلام بهم ونحن هامتنا البيضاء كالبردِ من ثار من حولنا اغتيلت مساجدهم أما مساجدنا تكتظ بالعددِ من ثار من حولنا في الفقر مسكنهم ونحن في قصر خيرِ أبيضَ العمدِ من ثار من حولنا أفواههم خُتمتْ ونحن تستقبلُ الأبوابُ من يفدِ يا ناعق البوم ذا التغيير تبصره فلا تكن جاحداً في كل محتشدِ! مليكنا جعل التغيير ديدنهُ فسار بالوطن المحبوب في صعدِ من قبل أن يركب التغييرُ موجتهُ قد طار في جوه كالصقر منفردِ من قبلما ثورة الأوطان ثار على ليلِ الفسادِ فذل الخبثُ للأسدِ مليكنا آية للحب نبصرها لا ينكر الحب إلا حاقد وردي يا ناعق البوم إن الأرض تحسدنا وليل حسادنا قد فاض بالكمدِ يا ناعق البوم والأحقاد نائمةٌ لا تخرق المركب الساري لخير غدِ هذي السفينة كل الشعب يسكنها وعابر البحر بالأحقاد متقدِ رسائل البحر فاحت من خيانتها ومن أطاع يخون الله في البلدِ حتى إن اختلفت منا مآذننا علاقة الأرض تبقي لحمة العضدِ سفينةُ الوطن المحبوب مبحرةٌ لا نالها الشر، باسم الواحد الصمدِ زندي بزندك أرض الوحي نحفظها الخير فيها عميمٌ غير مفتقدِ الدهر يشهد أن الله يحرسها أمدها في مدى التاريخ بالمددِ نحب هذا الثرى لا شيء يجرحهُ وسوف نسقيه أروحاً مدى الأمدِ