في مشهد مهيب تَقدمه خادم الحرمين الشريفين وقادة وزعماء ورؤساء وفود وعلماء من دول عربية وإسلامية، احتشد الآلاف من المواطنين داخل جامع الأمير تركي بن عبد الله لأداء صلاة الميت على فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث اكتظ المسجد عن آخره وتم إغلاق أبوابه، وامتلأت الساحات المحيطة به بالمصلين، في حين توافد الآلاف من المواطنين إلى مقبرة العود انتظاراً لوصول الجثمان. سماحة مفتي عام المملكة أم المصلين لصلاة العصر والصلاة على الفقيد، وقد ظهر تأثره الكبير وحزنه العميق على فقيد الأمة من صوته وهو يكبر للصلاة, وبعد الانتهاء من الصلاة حمل الجثمان عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين ظهر عليهم أيضاً التأثر الشديد لفقدان "سلطان الخير". وقد تلقى خادم الحرمين الشريفين وعدد من إخوانه، العزاء في الفقيد من القادة ورؤساء الوفود داخل جامع الإمام تركي بن عبد الله، وظهر الحزن العميق على وجوه الجميع لفقدان ولي العهد، وسالت الدموع من العيون لفراق فقيد الأمة. وشوهد عدد من كبار العلماء من دول عربية وإسلامية في جامع الإمام تركي بن عبد الله، وظهر عليهم الحزن العميق لوفاة رجل عُرف عنه حبه للعلماء ودعمه اللامحدود للمشروعات الدعوية في معظم دول العالم، وقد حرص الكثيرون منهم على الذهاب إلى المقبرة. وسارت جموع المواطنين والمقيمين من جامع الأمير تركي بن عبد الله إلى مقبرة العود، مخترقين شوارع المنطقة إلى شارع البطحاء، ثم جنوباً إلى مقبرة العود، حيث توافد الآلاف في المقبرة للمشاركة في وداع الفقيد. وبعد أن غادرت حشود المشيعين جامع الإمام تركي بن عبد الله، أدى عدد كبير من رجال القوات المسلحة والأمن الذين شاركوا في عملية التنظيم وتأمين المكان، صلاة العصر والصلاة على الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث لم يتمكنوا من الصلاة مع المصلين. في الوقت نفسه أدى المئات الصلاة على الأمير سلطان بن عبد العزيز داخل المقبرة، لعدم تمكنهم من أداء الصلاة مع جموع المصلين في الجامع الكبير. وحرص الآلاف من الذين احتشدوا في المقبرة على الإكثار من الدعاء للفقيد، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته, فيما توقفت حركة المركبات تماماً في جميع الشوارع المحيطة بمنطقة قصر الحكم ومقبرة العود، وبذلت الدوريات الأمنية والمرورية جهوداً كبيرة جداً لتنظيم الحركة المرورية، بتحويل مسارات السيارات بعيداً عن المنطقة.