اختُتمت في محافظة جدة، أمس، فعاليات ملتقى المدينة الشبابية والذي أُقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة، تحت شعار "معاً نفرح"، وترعاه "سبق" إلكترونياً. وأشارت إحصاءات إلى احتضان الفعاليات 24434 زائراً وزائرة خلال 8 أيام؛ استمتعوا خلالها ببرامجه وفعالياته المختلفة في أقسام الرجال والنساء والشباب. وشهدت القاعة الرئيسة للملتقى الحفل الختامي لفعاليات وأنشطة الملتقى برعاية مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بكر بن حامد مير، وحضور كل من فضيلة الشيخ فهيد البرقي مدير الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة، والشيخ صلاح الشيخ مدير مركز الدعوة و الإرشاد بمحافظة جدة، والشيخ عبدالله بن مسفر القرني رئيس كتابة العدل الأولى بجدة وعضو مجلس إدارة المكتب التعاوني في جنوبجدة، والشيخ خالد الحمودي. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الشيخ فهيد بن محمد البرقي مدير الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة المشرف العام على الملتقى، كلمة أشاد فيها بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية والدعوية. وأبرز البرقي أن المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وأبنائه من بعده تعمل في خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الدعوة الإسلامية في جميع أرجاء المعمورة ونصرة قضاياهم، مؤكداً الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام بمختلف الوسائل. وأشار البرقي إلى أن الملتقيات تعد دليلاً على اهتمام وحرص ولاة الأمر على الإفادة من أوقات الفراغ في النافع المفيد، مقدماً الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة؛ لرعايته ودعمه لهذا الملتقى، كما شكر جميع الداعمين والشركاء والمنظمين. ثم ألقى الشيخ عبد الله باوزير مدير عام الملتقى مدير عام المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبجدة، كلمة استعرض فيها عديداً من البرامج التي تميز بها الملتقى والتي استمتع خلالها الآلاف ممن حضروه وتابعوه عبر النقل الحي من خلال القنوات الفضائية والموقع الإلكتروني للملتقى، مشيراً إلى أن عدد الحضور خلال ثماني ليالٍ قارب خمسةَ وعشرين ألف زائر من الرجال والنساء والشباب والشابات والفتيان والفتيات والأطفال والبراعم والذين استمتعوا ببرامجه المختلفة وتنقلوا بين أرجائه المتنوعة. وأشار باوزير إلى أن الملتقى تضمن فعاليات مختلفة منها ما هو للرجال؛ ضمت المحاضرات والأمسيات الشعرية والمسابقات الحركية والفقرات الإنشادية أمتعت الحضور من الرجال والنساء حيث كانت تُنقلُ عبرَ شبكةٍ داخليةٍ إلى قسمِ النساء بالصوت والصورة، أما برامج الشباب فتضمنت الألعاب الرياضية المختلفة والدوريات الشيقة التي لاقت إقبالاً كبيراً من الشباب،إلى جانب معرض "حياتك شقلبها صح". أما فعاليات الأطفال فتضمنت الملعب الصابوني والألعاب البالونية، فيما شهد القسم النسائي فعاليات المسرح وبرامج خاصة كالمحاضرات والدورات والأمسيات والمسابقات، إضافة إلى معرض سيرة خير البشر عليه الصلاة والسلام والذي ضمّ مجسمات جغرافية جسّدت أعظم ملامح سيرته صلى الله عليه وسلّم ومعلقات حكت سيرةَ أمهاتِ المؤمنين والعشرةِ المبشرين بالجنةِ وآلِ البيت الأطهار عليهم جميعاً رضوانُ الله تعالى، فيما شهد قسم الصغار فعاليات المسرح والألعاب البالونية والدبابات، واستعرض جهود المكاتبِ التعاونيةِ المختلفةِ في هذا الملتقى ومشاركة مستشفى الحرس الوطني بوحدةٍ متنقلةٍ للتبرعِ بالدم، وجمعية زمزم بركنٍ توعويٍ وعيادة متنقلة. وقدّم مدير عام المخيم في ختام مشاركته الشكر لولاة الأمر، ولمقام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولجميع الرعاة والداعمين وهم كلٌ من: الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية القابضة "سدكو"، وشركة البيك للأنظمة الغذائية، وشركة عبد الله هاشم المحدودة، وشركة محمد يوسف ناغي للسيارات، ومؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، ومؤسسة السبيعي الخيرية، ومؤسسة آل الجميح الخيرية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، دهانات روز، وشكر المشاركين والزائرين.. تلاها فقرة تكريم الرعاة والمشاركين والداعمين والإعلاميين الذين شاركوا في إنجاح هذا الحدث. وشاهد الجميع السحب على الجائزة الكبرى وهي سيارة خُصصت لقسم الرجال، وسيارة أخرى خُصصت لقسم النساء، تلاها سحب جوائز المسابقة الثقافية الكبرى للملتقى. وشهد الملتقى في يومه الأخير محاضرة للشيخ الدكتور سعيد بن مسفر بعنوان "راحة القلوب" أشاد في بدايتها بهذه الملتقيات الشبابية التي تهتم بشريحة الشباب وتهدف إلى تربيتهم وحمايتهم من الأفكار الضالة المنحرفة والأفكار التغريبية والأفكار الانحرافية السلوكية، وذكر أنه إن لم ينشغل الشباب بالحق فإنهم ينشغلون بالباطل، وحيّا القائمين على هذه المخيمات، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة، وأشار إلى أن هذه المخيمات جديرة بالدعم والإكثار والتنويع، خصوصاً في الإجازات، ودعا المواطنين والشباب والأسر إلى دعم هذه الملتقيات دعماً حضورياً على الأقل. وذكر ابن مسفر بأن راحة البال مطلب كل إنسان، وأن ما يحدث من مشكلات هو سعي الناس لتحصيل هذه الراحة، وذكر أن كثيراً من الناس يبحثون عن راحة القلب ولذلك لا يجدون هذه الراحة المنشودة، وأوضح مجموعة من أسباب السعادة وراحة القلب، الإيمان بالله والعمل الصالح "من عمل عملاً صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، وذكر أنه من أعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكا ولو ضرب في الغنى والتمتع. وأوضح أن العالم مع تقدمه المادي العظيم يعاني الشقاء والبؤس، وأن أعلى نسب الانتحار والأمراض النفسية والتفكك الأسرية هي في الدول التي يزعم أصحابها التقدم، وذكر أن القلوب لا تطمئن بالمال ولا بالطعام ولا بأي متاع سوى ذكر الله. وأضاف ابن مسفر أن من أسباب السعادة عدم الحزن على ما فات، فالحزن عذاب للقلب دون جدوى؛ لعدم إمكان عودة الغائب، وعدم الفرح بشيء من متاع الدنيا إلا ما كان على طاعة، وأنه لا مانع من التنعم بفضل الله وأن يُظهر الإنسان أثر نعمة الله عليه، وألا يعيش المرء همّا غير موجود ومشكلات لا أساس لها، ولا يعِد بما لا يقدر على الوفاء به، وذكر أن الوعد عهد، وأن الإنسان في حِل ما لم يعِد أحداً فإذا وعد وجب إيجاب الوعد وتحقيق العهد وإلا وقع في النفاق، وأكد أهمية عدم لوم الآخرين على ما فيك مثله ولا تعِب على الناس ما هو عيب فيه.. وبيّن أنه على المرء البدء بنفسه لإصلاح عيبه، وذكر أن صاحب النفس الكريمة هو الذي يتورع عن أن يحمد بما فعله، فضلاً عمّا لم يفعله، وحذر من تمني الرجل ما لا يملك وبيّن أن النظر في أمور الدنيا يكون لمن هو أدنى منك، أما في أمور الآخرة فيكون لمن هو أعلى، وحثّ الناس على شكر نعمة الله وعدم ازدرائها ولو كانت قليلة في نظرهم، وأوصى الشيخ بعدم مدح أحد بما ليس فيه فيحتقرك ويزدريك وذكر أن هذا الصنف هو الذي جاء الشارع الحكيم بذمّه؛ لأنه يمدح ليتملق ويحقق مصالحه، وحذر من الغضب من لا يضره الغضب، وذكر ضوابط الهجر والغضب. وكانت فعاليات الملتقى قد حظيت بنقل مباشرة عبر 19 قناة فضائية وهي: قناة المجد العلمية الفضائية، وقناة ماسة المجد الفضائية، وقناة روائع الفضائية، وقناة الراية الفضائية، وقناة فور شباب الفضائية، وقناة دليل الفضائية، وقناة نايلات الفضائية، وقناة عيون جدة الفضائية، وقناة الإنسانية الفضائية، وقناة بيان الفضائية، وقناة حياتنا الفضائية، وقناة مكة الفضائية، وقناة القصيم الفضائية، وقناة كيف الفضائية، وقناة شدا الفضائية، وقناة وصال الفضائية، وقناة بداية الفضائية، وقناة صلة الفضائية، وقناة الساحة الفضائية، إضافة إلى نقل الفعاليات عبر الموقع الإلكتروني للملتقى (www.alshababi.com http://www.alshababi.com/ )، وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد المشاهدين تجاوز 8 ملايين مشاهد خلال فترة الملتقى. يُذكر أن ملتقى المدينة الشبابية بجدة والذي يُقام تحت شعار "معاً نفرح" وينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبجدة يهدف لاستغلال أوقات الفراغ بالنافع المفيد.