افتتح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان اليوم الندوة الرابعة للحرب الإلكترونية 2015م، بحضور رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ وعدد من أعضاء المجلس والمختصين والمسؤولين عسكريين ومدنيين ؛ ذلك نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبحضور رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود . وتم ، خلال الندوة، الإعلان عن تحالف تقني صناعي بين المدينة وشركة تقنية ووكالة الصناعات الدفاعية بجمهورية تركيا وشركة أسلسان التركية ؛ حيث وقع رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووكيل الوزير للصناعات الدفاعية بوزارة الدفاع بجمهورية تركيا الدكتور إسماعيل ديمير ، اتفاقية تعاون تقني صناعي بين المدينة ووكالة الصناعات الدفاعية بجمهورية تركيا، تهدف إلى التعاون المشترك بين الأطراف لتنفيذ المشاريع البحثية وإنشاء الصناعة إضافة إلى تطوير القدرات التقنية لدى المملكة وجمهورية تركيا.
ووقعت شركة تقنية الدفاع والأمن اتفاقية تعاون مع شركة أسلسان التركية، تهدف إلى انشاء شركة مشتركة بالمملكة العربية السعودية في مجالات الرادار والحرب الالكترونية والكهروضوئيات، وبناء المعامل والمختبرات والتجهيزات من أجل التصنيع المشترك ، وبموجب هذا التحالف يتعاون الباحثون من جميع الأطراف في مشاريع بحثية مشتركة وتطوير التقنيات بما يخدم نقل التقنية في المملكة كما سيعملون على التصنيع المشترك والتسويق التجاري للمنتجات المصنعة، من أجل التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة واستثمار البحث في الصناعة، ويأتي هذا التحالف امتدادا للتحالفات السابقة التي أبرمتها المدينة في مجالات الفضاء والطيران والمياه والطاقة، والتي تهدف في مجملها إلى أن تمتلك المملكة القدرات التقنية والتصنيع المتقدم لتكون المملكة مصدرة لتلك التقنيات في المستقبل القريب.
وأكد الأمير تركي بن سعود ، في حفل الافتتاح أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – أولت اهتماماً كبيراً لمختلف المجالات العلمية والتقنية، ومنها مجالات تقنيات الرادار والحرب الالكترونية، وذلك إيماناً منها بأهمية العلوم والتقنية في التنمية الاقتصادية ودفع عجلة التطور في المملكة، مقدماً أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله، على ما يلقاه قطاع العلوم والتقنية والابتكار من اهتمام ودعم.
وقال، إن مؤشرات هذا الاهتمام تتجلى بشكل واضح في عدد من الأمور منها تشكيل لجنة إشرافية مشتركة بين وزارة الدفاع والمدينة للتعاون في مجالات العلوم والتقنية، وإنشاء المركز الوطني لتقنية المستشعرات والأنظمة الدفاعية، وإنشاء الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وانبثق منها شركة تقنية الدفاع والأمن كإحدى الشركات التابعة لها للمساهمة في تحويل مخرجات البحث العلمي المتعلقة بتقنيات الحرب الالكترونية إلى منتجات صناعية، مشيرا إلى أن المدينة بدلا من دعم 400 بحث علمي ستدعم 400 شركة قائمة على البحث والتطوير الأمر الذي سيسهم في التحول لاقتصاد المعرفة.
وأضاف رئيس المدينة ، أن تنظيم هذه الندوة التي تستمر على مدى ثلاثة أيام ويصاحبها ورشة عمل ومعرض لأحدث المنتجات في هذا المجال، تأتي بهدف تشجيع البحث العلمي في مجال تقنيات الحرب الالكترونية، ونشر الوعي بأهميتها، واستعراض التجارب والتحديات الحديثة في هذا المجال.
وأبرز رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية ،خلال افتتاحه الندوة، أهمية الحرب الالكترونية، لكونها وسيلة مهمة للحصول على المعلومات عن القوات المعادية وكذلك لحماية القوات المسلحة من وسائل الحرب الالكترونية المعادية ؛ ذلك فإنه من الضروري الإلمام بمجالاتها المختلفة والتقنيات المستخدمة فيها، مفيدا بأن لها الريادة في الصراع لدورها الفعال في الكفاءة القتالية لأي قوة عسكرية.
وبين أن البعض يستخدم مصطلح حرب المعلومات للدلالة على الحرب الالكترونية والتي يراد بها تدمير المعلومات أو سرقتها أو تحريفها وقلبها ضد أصحابها وحرمان الطرف الآخر من استخدام معلوماته ومنعه من استخدام تقنياته، مؤكداً ان هذه التقنيات لعبت دوراً واضحاً فيما حققته قوات التحالف من سيطرة إلكترونية ومعلوماتية في عمليات عاصفة الحزم واعادة الأمل ، فامتلاك المعلومات والسيطرة عليها كانت الداعم الأهم في المجهود الحربي.
وأوضح أن وزارة الدفاع تعمل بتوجيهات سديدة من القيادة الحكيمة على تطوير المعدات وتثقيف منسوبي القوات المسلحة في مجال عملهم سواء بالتركيز على التدريب أو عقد الندوات والمحاضرات المتخصصة، مشيراً إلى أن هذه الندوة التي يحضرها عدد من المختصين من مختلف دول العالم خير شاهد على الاهتمام بإثراء كافة العسكريين والمدنيين من منسوبي القطاعات العسكرية والقطاع الخاص المهتمين بهذا المجال بالمعلومات العملياتية والفنية والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الحرب الالكترونية والسيبرانية.
وأوضح رئيس اللجنة العلمية للندوة رئيس الفرع السعودي لرابطة الحرب الالكترونية الدولية مدير المركز الوطني لتقنية المستشعرات والأنظمة الدفاعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور سلطان بن خالد المورقي ، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت اهتماما كبيراً في بناء قدرات وطنية متطورة في جميع مجال التقنية الحديثة ومن ذلك تقنية الرادار والحرب الالكترونية بما يتوافق مع متطلبات الامن الوطني الحديثة لمواصلة مسيرة النهضة في المملكة العربية السعودية.
وقال "المورقي" إن الندوة الرابعة للحرب الالكترونية سيتخللها مشاركة كبار الباحثين العالميين للتحدث عن آخر الابحاث والتقنيات الحديثة في مجال الحرب الالكترونية، كما يشاركهم عدد من الباحثين والمهندسين السعوديين من المركز الوطني لتقنية المستشعرات والأنظمة الدفاعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعودية في تقديم تلك المحاضرات وورش العمل المنعقدة ضمن هذا المؤتمر لرفع مستوى الوعي والتحفيز على البحث والتطوير ومتابعة آخر المستجدات في هذا المجال لنقل وتوطين التقنية وبناء القدرات الوطنية لتعزيز الأمن والتنمية الشاملة بإذن الله.
يشار إلى أن الأمير تركي بن سعود والفريق أول عبدالرحمن بن صالح، قد كرما عدداً من الباحثين والخبراء من وزارة الدفاع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعودية والشركات الوطنية ؛ نظير جهودهم ودورهم في نقل وتوطين تقنيات الحرب الالكترونية في المملكة العربية السعودية.